[ذكر أسماء فاتحة الكتاب وبيان سبب التسمية]
[تفسير سورة فاتحة الكتاب]
  
[ذكر أسماء فاتحة الكتاب وبيان سبب التسمية]
  قال الإمام الناصر لدين الله ~: سورة فاتحة الكتاب مكية وقد قيل إنها مدنية.
  لها ثلاثة أسماء: فاتحة الكتاب، وأم الكتاب، والسبع المثاني؛ روينا عن أبينا رسول الله ÷ أنه قال: «هي أم القرآن وهي فاتحة الكتاب وهي السبع المثاني».
  فأما تسميتها بفاتحة الكتاب فلأنه يستفتح بإثباتها خطاً وبتلاوتها لفظاً.
  وأما تسميتها أم القرآن: فلتقدمها على سائر القرآن وتأخير ما سواها تبعاً لها وصارت أماً لأنها أمّته أي تقدمته وكذلك قيل لراية الحرب أُمّ لتقدمها واتباع الجيش لها، قال الشاعر:
  على رأسه أمّ لنا نهتدي بها ... جماع أمور لا نعاصي لها أمرا
  وقيل لما مضى على الإنسان من سني عمره أم لتقدمها قال الشاعر:
  إذا كانت الخمسون أمك لم يكن ... لدائك إلا أن تموت طبيب
  وأما تسمية مكة بأم القرى ففيه قولان أحدهما(١): أنها سميت بذلك
(١) لم يذكر الإمام # في تسمية مكة بأم القرى إلا قولاً واحداً مع أنه قد ذكر أن هناك قولان فيمكن أن يكون الثاني ما ذكر في الكشاف في تفسير سورة الأنعام الآية (٩٢) وهو قوله: وسميت مكة أم القرى لأنها مكان أول بيت وضع للناس ولأنها قبلة أهل القرى كلها ومحجّهم ولأنها أعظم القرى شأناً. انتهى المراد.