البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[ذكر أسماء فاتحة الكتاب وبيان سبب التسمية]

صفحة 14 - الجزء 1

[تفسير سورة فاتحة الكتاب]

  

[ذكر أسماء فاتحة الكتاب وبيان سبب التسمية]

  قال الإمام الناصر لدين الله ~: سورة فاتحة الكتاب مكية وقد قيل إنها مدنية.

  لها ثلاثة أسماء: فاتحة الكتاب، وأم الكتاب، والسبع المثاني؛ روينا عن أبينا رسول الله ÷ أنه قال: «هي أم القرآن وهي فاتحة الكتاب وهي السبع المثاني».

  فأما تسميتها بفاتحة الكتاب فلأنه يستفتح بإثباتها خطاً وبتلاوتها لفظاً.

  وأما تسميتها أم القرآن: فلتقدمها على سائر القرآن وتأخير ما سواها تبعاً لها وصارت أماً لأنها أمّته أي تقدمته وكذلك قيل لراية الحرب أُمّ لتقدمها واتباع الجيش لها، قال الشاعر:

  على رأسه أمّ لنا نهتدي بها ... جماع أمور لا نعاصي لها أمرا

  وقيل لما مضى على الإنسان من سني عمره أم لتقدمها قال الشاعر:

  إذا كانت الخمسون أمك لم يكن ... لدائك إلا أن تموت طبيب

  وأما تسمية مكة بأم القرى ففيه قولان أحدهما⁣(⁣١): أنها سميت بذلك


(١) لم يذكر الإمام # في تسمية مكة بأم القرى إلا قولاً واحداً مع أنه قد ذكر أن هناك قولان فيمكن أن يكون الثاني ما ذكر في الكشاف في تفسير سورة الأنعام الآية (٩٢) وهو قوله: وسميت مكة أم القرى لأنها مكان أول بيت وضع للناس ولأنها قبلة أهل القرى كلها ومحجّهم ولأنها أعظم القرى شأناً. انتهى المراد.