سورة الحاقة مكية
سورة الحاقة مكية
  ﷽: قوله تعالى: {الْحَاقَّةُ ١ مَا الْحَاقَّةُ ٢} والحاقة هي القيامة وإنما سميت بذلك لأنها أحقت لكل عامل عمله وفيها يستحق الجزاء وقوله: {مَا الْحَاقَّةُ ٢} أراد تفخيم أمرها وتعظيم حالها.
  قال الإمام الناصر لدين الله ~: إن كل شيء في القرآن فيه (ما أدراك) فقد أدراه، وكل شيء قال: (ما يدريك) فهو ما يريد تعليمه.
  {.. كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ ٤} أما ثمود فقوم صالح وكانت منازلهم الحجر فيما بين الحجاز والشام وكانوا عربا ذو خَلْق وبسطة، وأما القارعة فهي القيامة كالحاقة كذبت ثمود وعاد بالقارعة.
  {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ٥} والطاغية طغيانهم في عقر الناقة {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ٦} وقد مر الكلام في تفسير الصرصر والعاتية القاهرة الغالبة {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ} يعني الرياح الدبور {سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} أولها غداة يوم الأربعاء حسوماً أي حسمتهم فلم تبق منهم أحداً وفي ذلك قال الشاعر:
  من مؤمني قوم هود فأرسل ... دبوراً عقيماً قد أتت عليهم لوقت حسوما
  قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ٧} أي البالية التي قد خلت أجوافها من تقدم عهدها وبلغنا أن الريح كانت تدخل في أجوافهم وتخرج أحشاءهم من أدبارهم أعوذ بالله من أليم الانتقام فصاروا بذلك كالنخل الخاوية {فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً ١٠} أي شديدة.
  قوله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ١١} فـ {طَغَى