البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الزلزلة مكية

صفحة 904 - الجزء 2

سورة الزلزلة مكية

  : قوله تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ١} وهذا وعيد من الله وتهديد لمن لا يؤمن بالبعث لأنها من أشراط الساعة، والزلزلة شدة الحركة مكرر من زل يزل والمعنى إذا تحركت الأرض حركتها.

  {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ٢} يعني ما فيها من الموتى {وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا ٣} والمراد بالإنسان جنس الناس {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ٤} بما أخرجت من أثقالها وليس ثم حديث في الحقيقة سوى إخراج ما في بطنها من الموتى {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ٥} يعني أمرها بإخراج ما فيها فأطاعت فجرى مجرى من يفعل ويطيع إذا أمر بشيء فعله كما قال الشاعر:

  أوحى لها القرار فاستقرت ... وشدها بالراسيات الثبت

  وإن لم يكن هناك وحي في الحقيقة سوى الأمر والإرادة {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا} يعني يصدرون يوم القيامة من مواقفهم أشتاتاً مختلفين على قدر أعمالهم فبعضهم إلى الجنة وبعضهم إلى النار {لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ٦} أي ثواب أعمالهم يوم القيامة {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} وقد مر تفسير المثقال.