البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[ذكر معنى القرآن]

صفحة 7 - الجزء 1

  أول ما نبتدي به ذكر ما سمى الله سبحانه كتابه وجعل له أربعة أسماء أولها: القرآن لقوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْءَانَ}⁣[يوسف: ٣].

  والثاني: الفرقان قال عز من قائل: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ}⁣[الفرقان: ١].

  والثالث: الكتاب كقوله ø: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ}⁣[الكهف: ١].

  والرابع: الذكر وهو قوله: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}⁣[الزخرف: ٤٤].

[ذكر معنى القرآن]

  فأما القرآن: فيحتمل معنيين أحدهما: التبيين كقوله تبارك وتعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ ١٨}⁣[القيامة]، والثاني معناه: الجمع والضم لأنه مجموع ويقال: ما قرأت الناقة نسلاً قط؛ أي لم تضم رحمها على ولد، قال عمرو بن كلثوم:

  تريك وقد دخلت على خلاءٍ ... وقد أمنت عيون الكاشحينا

  ذراعي عيطل أدماءَ بكر ... هجان اللون⁣(⁣١) لم تقرأ جنينا

  أي لم تضم رحمها على ولد، ومن هذا سمي القرء قرءاً لأنه اجتماع الدم في الرحم.


(١) نخ (ح): النوق.