[ذكر معنى القرآن]
  أول ما نبتدي به ذكر ما سمى الله سبحانه كتابه وجعل له أربعة أسماء أولها: القرآن لقوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْءَانَ}[يوسف: ٣].
  والثاني: الفرقان قال عز من قائل: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ}[الفرقان: ١].
  والثالث: الكتاب كقوله ø: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ}[الكهف: ١].
  والرابع: الذكر وهو قوله: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}[الزخرف: ٤٤].
[ذكر معنى القرآن]
  فأما القرآن: فيحتمل معنيين أحدهما: التبيين كقوله تبارك وتعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ ١٨}[القيامة]، والثاني معناه: الجمع والضم لأنه مجموع ويقال: ما قرأت الناقة نسلاً قط؛ أي لم تضم رحمها على ولد، قال عمرو بن كلثوم:
  تريك وقد دخلت على خلاءٍ ... وقد أمنت عيون الكاشحينا
  ذراعي عيطل أدماءَ بكر ... هجان اللون(١) لم تقرأ جنينا
  أي لم تضم رحمها على ولد، ومن هذا سمي القرء قرءاً لأنه اجتماع الدم في الرحم.
(١) نخ (ح): النوق.