البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الجاثية

صفحة 716 - الجزء 2

سورة الجاثية

  : {... وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ} يقول: في خلق الآدميين وخلق سواهم من كل زوج {ءَايَاتٌ} وفي قراءة عبدالله: وفي اختلاف الليل.

  {.... قُلْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ} نزلت قبل أن يؤمر النبي ÷ بقتال أهل مكة {لِيَجْزِيَ قَوْمًا} بالياء والنون وقد قيل ليجزى أيضاً وهو لحن فلو كان أضمر في يجزي فعلاً يقع به الرفع كما تقول: أعطني ثوباً لتجزى ذلك الجزاء قوماً فهو وجهه.

  {... عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ} على دين ومثله ومناهج كل ذلك.

  {... وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا} برفع الساعة وإن نصبتها فصواب قرئ به وفي قراءة عبدالله: وإذا قيل إن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها.

  {... أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ} وتنصب سواء وترفع والمحيا والممات في موضع رفع بمنزلة قوله: رأيت القوم سواء صغارهم وكبارهم ولو نصب المحيا والممات كان وجهاً نريد أن نجعلهم سواء محياهم ومماتهم.

  {... وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً} وغشوة وكأن غشاوة اسم وكأن غشية شيء غشيها في وقعة واحدة مثل الرجعة والرحمة والمسرة.

  {نَمُوتُ وَنَحْيَا} يقول القائل: كيف قال: نموت ونحيا وهم يكذبون بالبعث وإنما أراد نموت ويأتي بعدنا أبناؤنا فجعل فعل أبنائهم كفعلهم وهو في العربية كثير {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} أي إلا طول الدهر ومرور الليالي والأيام والسنين والشهور وفي قراءة عبدالله وما يهلكنا إلا الدهر كأنه دهر يمر.