البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأنبياء

صفحة 500 - الجزء 2

سورة الأنبياء

  قال الإمام الناصر لدين الله ~: سورة الأنبياء مكية.

  : {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} أي اقترب وقت حسابهم لأن الساعة قريبة وكل آت قريب {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ١} أي هم في غفلة بالدنيا معرضون عن الآخرة.

  قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} أي أحدث منه سورة بعد سورة وآية {إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ٢} أي يلهون.

  قوله تعالى: {لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} أي غافلة باللهو عن الذكر ومشتغلة بالباطل عن الحق ومنه قول امرئ القيس:

  فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... فألهيتها عن ذي تمائم محول

  أي شغلتها عن ولدها {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} وأسروا أي أخفوا كلامهم الذي يتناجون به ويحتمل أن يكون بمعنى أظهروه لأن السر يستعمل في الأمرين جميعاً في الإظهار والإخفاء والإظهار يستعمل في الإخفاء {هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} وإنكاراً منهم ولتميزه عنهم بالنبوة {أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ٣} أفتعتقدون السحر وأنتم تعلمون أنه سحر وتنحرفون إلى الباطل وأنتم تعرفون الحق.

  قوله تعالى: {.. بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ} والأضغاث هي أهاويل المنام وتخاليط الأحلام ومنه قول الشاعر:

  كضغث حلم عز منه حالمه

  والأحلام هي ما لم يكن لها تأويل ولا تفسير وهي الرؤيا الكاذبة ومنه قول الشاعر: