البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة السجدة مكية

صفحة 631 - الجزء 2

  واجتناب المعاصي.

  قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨} والمؤمن أمير المؤمنين # والفاسق عقبة بن أبي معيط، وذلك لما روينا أن عقبة سب أمير المؤمنين علياً # فقال له: أنا أبسط منك لساناً وأحد منك سناناً، وأملأ منك حشواً؛ فقال له أمير المؤمنين #: ليس كما تقول يا فاسق فنزل تصديق قول أمير المؤمنين # من السماء.

  {... وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} والعذاب الأدنى هو الانتقام في دار الدنيا، والعذاب الأكبر عذاب جهنم.

  {.. وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} يعني التوراة {فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} يعني من لقاء أذى قومه كما لقي موسى # من قومه.

  قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} والجعل هنا بمعنى الحكم أي حكمنا لهم بالإمامة والأئمة هم الرؤساء في الخير البراء من الشر القادة إلى الهدى والمانعون من الهلكة والردى. لما صبروا: يعني على إظهار الحق واحتمال أذى الخلق فاستحقوا بجميل صبرهم منزلة الإمامة ودرجة الزعامة.

  قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} أي يقضي بين الأنبياء والأئمة وخلقهم ومعنى يفصل يعني يقضي أي يحكم بتبليغهم ما أمروا به وجحدان قومهم لما دعوا إليه.

  {.. أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ} والأرض الجرز التي لا يأتيها الماء من السيول لأنها تكون منقطعة عن سائر المياة، وأصل الجرز الانقطاع يقال: سيف جرازي قطاع، وناقة جراز إذا كانت تأكل كلما