سورة السجدة
  لأبعثن عليكم من يرعكم ويحكمكم أخذ من حكمة الدابة وأنشدني أبي ثروان:
  فإنكما إن تحكماني وترسلا ... على عورات الناس إن وتصلعا
  {.. وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا} وأبصارهم وجلودهم في هذا الموضع الذكر وهو مما كنى الله عنه {تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا}[البقرة: ٢٣٥]، يريد النكاح وكما قال: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ}[النساء: ٤٣]، والغائط الصحراء والبراري من ذلك أن قضاء أحد حاجة.
  {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ} لم تكونوا تخافوا {أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ} جوارحكم فتستروا منها ولم تكونوا لتقدروا على الاستتار منها وتكون على التعبير أي لم يكونوا يستترون منها {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ}[الجاثية: ٣١]، أضمر القول فقال ومثله: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ}[آل عمران: ١٠٦]، والمعنى فيقال: وذلك أن لا بد من أن يجاب بالفاء ولكنها سقطت لما سقط الفعل الذي أضمر. {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ}[الجاثية: ٣٤]، نترككم في النار كما نسيتم لقاء يومكم هذا كما تركتم العمل للقاء يومكم.
  {فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ٣٥}[الجاثية] يقول: لا يرجعون القول بعد دخولهم النار.