البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الجاثية

صفحة 717 - الجزء 2

  {... وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً} كل أهل دين جاثية مجتمعة للحساب ثم قال: {كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا} إلى حسابها وهو من قول الله ø: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ}⁣[الحاقة: ١٩]، {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ}⁣[الحاقة: ٢٥].

  {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ} والاستنساخ ملكين يرفعان عمل الرجل صغيره وكبيره فيثبت الله ما كان من عمله له ثواب أو عقاب ويطرح منه اللغو الذي لا ثواب فيه ولا عقاب بقوله: هلم اذهب ويعلل فذلك الاستنساخ.

  {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ}⁣[آل عمران: ١٠٦]، معناه والله أعلم فيقال: أكفرتم وذلك أن ما لا بد لها من أن تجاب بالفاء ولكنها سقطت لما سقط الفعل الذي أضمر.

  {... وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ} نترككم في النار {كَمَا نَسِيتُمْ} أي تركتم العمل لـ {لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}.

  {وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ٣٥} يراجعون الكلام بعد دخولهم في النار.