سورة سأل مكية
  قالت قبيلة ماله ... قد حللت شيئاً سوأته
  {تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ١٧} والمراد أن مصير من أدبر وتولى إليها وليس لها دعاء في الحقيقة ومنه قول الشاعر:
  ولقد هبطت الواديين فوادياً ... يدعو الأنيس به الغضيض الأبكم
  وعنى بالغضيض الأبكم الذئب وهو لا يدعو وإنما طينته نبه عليه فدعى إليه ومعنى أدبر وتولى أي أدبر عن الطاعة والإيمان وتولى عن الرسول والقرآن إلى الكفر والعصيان.
  {.. إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ١٩} والهلوع هو الذي بين الله تفسيره فقال: {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ٢١} يعني إذا مسه الخير لم يشكر وإذا مسه الشر لم يصبر وإذا استغنى منع حق الله وشح وإذا افتقر سأل وألح.
  {إِلَّا الْمُصَلِّينَ ٢٢ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ٢٣} يعني على مواقيت فروضها وإكثار التطوع منها.
  {... وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ٣٢} فالأمانة ما ائتمنه الناس عليه أن يؤديه إليهم والعهود ما عاهد الناس عليه أن يفي به لهم.
  قوله تعالى: {... فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ٣٦} أي مسرعين وقيل ناظرين تعجباً {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ٣٧} يعني متفرقين ومنه قول الراعي:
  أخليفة الرحمن إن عشيرتي ... أمسى سوامهم إليك عزينا