البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الطارق مكية

صفحة 883 - الجزء 2

  ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله».

  {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ ١٤} يعني اللعب الباطل هو الجد والحق {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ١٥} والكيد هو اجتماع أهل مكة في دار الندوة على المكر برسول الله ÷ كما قال الله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ}⁣[الأنفال: ٣٠]. {وَأَكِيدُ كَيْدًا ١٦} يعني به الإنتقام منهم في الآخرة بالنار وفي الدنيا بالسيف.

  {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ١٧} وهذه الآية منسوخة بآية السيف والرويد الانتظار كما قال الشاعر:

  رويدك حتى تنظري عم تنجلي ... عناية هذا العارض المتألق

  فقتلوا بالسيف يوم بدر.