البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الضحى مكية

صفحة 897 - الجزء 2

  هذا الضلال أشاب مني المفرقا ... والعارضين ولم أكن متحققا

  عجباً لعزة في اختيار قطيعتي ... بعد الضلال فحبلها قد أخلقا

  وروينا عن آبائنا عن الحسن بن علي À أنه قرأ: (ووجدك ضال فهدي) أي ووجدك الضال فاهتدى بك ويحتمل أن يكون التأويل ووجدك غير عارف بالحق فهداك إليه {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ٨} والعائل الفقير قال الشاعر:

  الله أنزل في الكتاب فريضة ... لابن السبيل وللفقير العائل

  وقال آخر:

  وما يدري الفقير متى غناه ... وما يدري الغني متى يعيل

  أي متى يفتقر. {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ٩} أي فلا تحتقره ولا تمنعه حقه من الشفقة والرأفة روينا في الآثار أن رجلاً شكا إلى رسول الله ÷ قسوة قلبه فقال له: «إذا أردت أن يلين قلبك فامسح رأس اليتيم وأطعم المسكين». {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ١٠} بالغلظة والجفا وأجبه برفق ولين {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ١١} النعمة المراد بها النبوة والإمامة.