البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة العاديات مكية

صفحة 905 - الجزء 2

سورة العاديات مكية

  : قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ١} والعاديات الخيل في الجهاد وإنما سميت العاديات اشتقاقاً لها من العدو وهو تباعد الأرجل في سرعة المشي والضبح شدة النفس عند العدو.

  {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ٢} يعني الخيل توري النار بحوافيرها إذا جرت من شدة الوقع {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ٣} الخيل غارت على العدو وقت الصباح {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ٤} النقع الغبار قال حسان:

  عدمنا خيلنا إن لم تروها ... تثير النقع موعدها كذاء

  {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ٥} وهو جمع العدد حين يلتقي الزحف {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ٦} أي لكفور الجحود الذي يذكر النقم وينسى النعم وسميت كندة لأنها جحدت أباها {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ٧} يعني الله سبحانه وتعالى شهيد على كفر الكافر {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ٨} والخير المال وزينة الدنيا وشدة حبه تدعوه إلى منع ما فيه من حقوق الله سبحانه وتعالى {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ٩} أي أخرج ما فيها من الأموات {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ١٠} يعني ما سها فيها {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ١١} أي عليم بأحوالهم من خير أو شر.