سورة الفيل مكية
سورة الفيل مكية
  ﷽: قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ١} معناه ألم تخبر فتعلم كيف فعل ربك بأصحاب الفيل؛ لأن رسول الله لم يرهم لأنه ولد عام الفيل.
  وسبب الفيل أن قوماً من أهل مكة هدموا بيعة النصارى بنجران وسلبوها وكان أبرهة بن الصباح الحبشي والياً على اليمن من قبل النجاشي ويكنى أبا يكشوم فقصد الحرم بعسكر وفيل يديل منهم ويهدم الكعبة فجاء من طريق منى فكان الفيل إذا بُعِث إلى الحرم أحجم وإذا عدل عنه أقدم فوقف بالمغمس حتى كان من أصحاب الفيل ما كان فقال عبدالمطلب:
  إن آيات ربنا باقيات ... لا يماري بهن إلا كفور
  حبس الفيل بالمغمس حتى ... ظل يغوي كأنه معقور
  {أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ٢} لأنهم أرادوا كيد قريش بالقتل والسبي وكيد الكعبة بالتخريب والهدم.
  وروينا عن آبائنا $ أن عبدالمطلب أخذ حلقة الكعبة عند مجيئهم وقال:
  يا رب لا نرجو لهم سواكا ... يا رب فامنع منهم حماكا
  إن عدو البيت من عاداكا ... امنعهم أن يخربوا فناكا
  ثم إن عبدالمطلب أنفذ ابنه عبدالله على فرس له سريع ينظر ما لقوا فإذا القوم مشدخون جميعاً فرجع يركض كاشفاً عن فخذه فلما رأى ذلك أبوه قال: إن ابني أفرس العرب ما كشف فخذه إلا بشيراً أو نذيراً فلما دنى من ديارهم بحيث يسمعهم الصوت قالوا: ما وراءك؟ قال: هلكوا جميعاً؛ فخرج عبدالمطلب وأصحابه فأخذوا أموالهم فكانت أول أموال بني عبدالمطلب فقال عبدالمطلب: