البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة تبت مكية

صفحة 920 - الجزء 2

  {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ٣} وهذا وعيد من الله سبحانه يحق عليه بكفره وتحقيقاً بأنه سيموت على ضلاله وكفره فكان خبره صدقاً ووعيده حقاً {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ٤} وروينا أنها كانت تحطب الشوك وتخبطه وتلقيه في طريق رسول الله ÷ ليلاً {فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ٥} الجيد للعنق الخشن من ليف المقل شعراً:

  أعوذ بالله من ليل يقربني ... إلى مضاجعة كالدلك بالمسد

  وقال آخر:

  ومسد أمر من أبارق ... ليس بإثبات ولا حقائق

  وامرأة أبي لهب - لعنهما الله أم جميل ابنة حرب بن أمية، وروينا عن آبائنا $ أنها لما نزلت هذه السورة في أبي لهب وامرأته أقبلت امرأته ولها ولولة تريد النبي ÷ وهي تقول - لعنها الله:

  مذمماً أبينا ... ودينه قلينا

  وأمره عصينا

  ورسول الله ÷ في المسجد ومعه بعض أصحابه فقالوا: يا رسول الله قد أقبلت وإنا نخاف أن تراك فقال: «وأنا لن تراني وقرأ قرآناً اعتصم بالله كما قال تعالى» فأقبلت على الجماعة ولم تر رسول الله ÷ فقالت لهم: إني أخبرت أن صاحبكم هجاني؛ قالوا لها: لا ورب هذاالبيت ما هجاك فولت وعثرت في مرطها فقالت: تعس