شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

صياغة فاعل من العدد على وجوه

صفحة 415 - الجزء 2

  لفاعل المصوغ من اسم العدد استعمالان:

  أحدهما: أن يفرد؛ فيقال: ثان، وثانية، وثالث، وثالثة، كما سبق.

  والثانى: أن لا يفرد، وحينئذ: إما أن يستعمل مع ما اشتقّ منه، وإما أن يستعمل مع ما قبل ما اشتقّ منه.

  ففى الصورة الأولى يجب إضافة فاعل إلى ما بعده؛ فتقول فى التذكير: «ثانى اثنين، وثالث ثلاثة، ورابع أربعة - إلى عاشر عشرة» وتقول فى التأنيث: «ثانية اثنتين، وثالثة ثلاث، ورابعة أربع - إلى عاشرة عشر»، والمعنى: أحد اثنين، وإحدى اثنتين، وأحد عشر، وإحدى عشرة.

  وهذا هو المراد بقوله: «وإن ترد بعض الذى - البيت» أى: وإن ترد بفاعل - المصوغ من اثنين فما فوقه إلى عشرة - بعض الذى بنى فاعل منه: أى واحدا مما اشتقّ منه، فأضف إليه مثل بعض، والذى يضاف إليه هو الذى اشتقّ منه.

  وفى الصورة الثانية يجوز وجهان؛ أحدهما: إضافة فاعل إلى ما يليه، والثانى: تنوينه ونصب ما يليه به، كما يفعل باسم الفاعل، نحو «ضارب زيد، وضارب زيدا» فتقول فى التذكير «ثالث اثنين، وثالث اثنين، ورابع ثلاثة، ورابع ثلاثة»، وهكذا إلى «عاشر تسعة، وعاشر تسعة»، وتقول فى التأنيث: «ثالثة اثنتين، وثالثة اثنتين، ورابعة ثلاث، ورابعة ثلاثا» وهكذا إلى «عاشرة تسع، وعاشرة تسعا»، والمعنى: جاعل الاثنين ثلاثة، والثلاثة أربعة.

  وهذا هو المراد بقوله: «وإن ترد جعل الأقلّ مثل ما فوق»، أى: وإن ترد بفاعل - المصوغ من اثنين فما فوقه - جعل ما هو أقلّ عددا مثل