شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

قد يحذف المعطوف عليه

صفحة 243 - الجزء 2

  فـ «العيون»: مفعول بفعل محذوف، والتقدير: وكحّلن العيون، والفعل المحذوف معطوف على «زجّجن»⁣(⁣١).

  * * *

  وحذف متبوع بدا - هنا - استبح ... وعطفك الفعل على الفعل يصح⁣(⁣٢)

  قد يحذف المعطوف عليه للدلالة عليه، وجعل منه قوله تعالى: {أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ} قال الزمخشرى: التقدير: ألم تأتكم [آياتى فلم تكن تتلى عليكم] فحذف المعطوف عليه، وهو «ألم تأتكم».


= وهذا أحد توجيهين فى هذا البيت ونحوه من قولهم «علفتها تبنا وماء باردا» فيقدر: وسقيتها ماء باردا، وفيه توجيه آخر، وهو أن تضمن العامل المذكور فى الكلام معنى عامل آخر يصح تسليطه على كل من المعطوف والمعطوف عليه؛ فيقدر فى البيت «وحسن الحواجب والعيونا» وفيما ذكرناه من قولهم «علفتها - إلخ» يقدر «أنلتها تبنا وماء» أو «قدمت لها تبنا وماء» ونحو ذلك، وارجع إلى شرح الشاهد رقم ١٦٦ فى باب المفعول معه.

(١) ذكر المصنف - |! - أن الواو والفاء قد يحذفان مع معطوفهما، ولم يذكر «أم» مع أنها تشاركهما فى ذلك، ومنه قول أبى ذؤيب:

دعانى إليها القلب إنّى لأمره ... سميع؛ فما أدرى أرشد طلابها؟

تقدير الكلام: أرشد طلابها أم غى، فحذف المعطوف لانسباقه وتبادره إلى الذهن.

(٢) «وحذف» مفعول تقدم على عامله، وهو قوله «استبح» الآتى، وحذف مضاف و «متبوع» مضاف إليه «بدا» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى متبوع، والجملة فى محل جر صفة لمتبوع «هنا» ظرف مكان متعلق باستبح أو ببدا «وعطفك» الواو للاستئناف، عطف: مبتدأ، وعطف مضاف والكاف ضمير المخاطب مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله «الفعل» مفعول به للمصدر «على الفعل» جار ومجرور متعلق بعطف «يصح» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى عطفك الفعل، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ.