شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يكثر اقتران خبر أوشك بان

صفحة 332 - الجزء 1

  وألزموا اخلولق «أن» مثل حرى ... وبعد أوشك انتفا «أن» نزرا⁣(⁣١)

  يعنى أن «حرى» مثل «عسى» فى الدلالة على رجاء الفعل، لكن يجب اقتران خبرها بـ «أن»، نحو «حرى زيد أن يقوم» ولم يجرد خبرها من «أن» لا فى الشعر ولا فى غيره، وكذلك «اخلولق» تلزم «أن» خبرها نحو «اخلولقت السماء أن تمطر» وهو من أمثلة سيبويه، وأما «أوشك» فالكثير اقتران خبرها بـ «أن» ويقلّ حذفها منه؛ فمن اقترانه بها قوله:

  ٨٩ - ولو سئل النّاس التّراب لأوشكوا ... - إذا قيل هاتوا - أن يملّوا ويمنعوا


(١) «وألزموا» فعل وفاعل «اخلولق» قصد لفظه: مفعول أول لألزم «أن» قصد لفظه أيضا: مفعول ثان لألزم «مثل» حال صاحبه قوله «اخلولق» السابق، ومثل مضاف و «حرى» قصد لفظه: مضاف إليه «وبعد» ظرف متعلق بقوله «انتفا» الآتى، وبعد مضاف، و «أوشك» قصد لفظه: مضاف إليه «انتفا» كسر للضرورة: مبتدأ، وانتفا مضاف و «أن» قصد لفظه: مضاف إليه «نزرا» فعل ماض، والألف للاطلاق، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى انتفا، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ الذى هو انتفا، وتقدير البيت: وألزم العرب اخلولق أن حال كونه مشبها فى ذلك حرى، وانتفاء أن بعد أوشك قد قل.

٨٩ - هذا البيت أنشده ثعلب فى أماليه (ص ٤٣٣) عن ابن الأعرابى، ولم ينسبه إلى أحد، ورواه الزجاجى فى أماليه أيضا (ص ١٢٦) وقبله:

أبا مالك، لا تسأل النّاس، والتمس ... بكفّيك فضل الله، والله أوسع

المعنى: إن من طبع الناس أنهم لو سئلوا أن يعطوا أتفه الأشياء، وأهونها خطرا، وأقلها قيمة - لما أجابوا، بل إنهم ليمنعون السائل ويملون السؤال.

الإعراب: «ولو» شرطية غير جازمة «سئل» فعل ماض مبنى للمجهول فعل الشرط «الناس» نائب فاعل سئل، وهو المفعول الأول «التراب» مفعول ثان لسئل «لأوشكوا» اللام واقعة فى جواب «لو» وأوشك: فعل ماض ناقص،