شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لا التي لنفى الجنس تعمل لا عمل ان بشروط

صفحة 393 - الجزء 1

  لا التى لنفى الجنس

  عمل إنّ اجعل للا فى نكره ... مفردة جاءتك أو مكرّره⁣(⁣١)

  هذا هو القسم الثالث من الحروف الناسخة للابتداء، وهى «لا» التى لنفى الجنس، والمراد بها «لا» التى قصد بها التنصيص على استغراق النفى للجنس كلّه.

  وإنما قلت «التنصيص» احترازا عن التى يقع الاسم بعدها مرفوعا، نحو: «لا رجل قائما»؛ فإنها ليست نصّا فى نفى الجنس؛ إذ يحتمل نفى الواحد ونفى الجنس؛ فبتقدير إرادة نفى الجنس لا يجوز «لا رجل قائما بل رجلان» وبتقدير إرادة نفى الواحد يجوز «لا رجل قائما بل رجلان»، وأما «لا» هذه فهى لنفى الجنس ليس إلّا؛ فلا يجوز «لا رجل قائم بل رجلان».

  وهى تعمل عمل «إنّ»؛ فتنصب المبتدأ اسما لها، وترفع الخبر خبرا لها، ولا فرق فى هذا العمل بين المفردة - وهى التى لم تتكرر - نحو «لا غلام رجل قائم» وبين المكررة، نحو «لا حول ولا قوّة إلّا بالله»⁣(⁣٢).


(١) «عمل» مفعول أول مقدم على عامله وهو قوله «اجعل» الآتى، وعمل مضاف و «إن» قصد لفظه: مضاف إليه «اجعل» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «للا» جار ومجرور متعلق باجعل، وهو المفعول الثانى لاجعل «فى نكره» جار ومجرور متعلق باجعل «مفردة» حال من الضمير المستتر فى «جاءتك» الآتى «جاءتك» جاء: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى يعود على «لا» والتاء للتأنيث، والكاف مفعول به لجاء «أو» عاطفة «مكررة» معطوف على مفردة.

(٢) ومع أنها تعمل مفردة ومكررة فعملها بعد استيفاء شروطها وهى مفردة واجب، وعملها مكررة جائز.