شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

معاني من الجارة

صفحة 15 - الجزء 2

  بعّض وبيّن وابتدئ فى الأمكنه ... بمن، وقد تأتى لبدء الأزمنه⁣(⁣١)

  وزيد فى نفى وشهه فجر ... نكرة:، كـ «ما لباغ من مفر»⁣(⁣٢)

  تجئ «من» للتبعيض، ولبيان الجنس، ولابتداء الغاية: فى غير الزمان كثيرا، وفى الزمان قليلا، وزائدة.

  فمثالها للتبعيض قولك: «أخذت من الدراهم» ومنه قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ}.

  ومثالها لبيان الجنس قوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ}.

  ومثالها لابتداء الغاية فى المكان قوله تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}.

  ومثالها لابتداء الغاية فى الزمان قوله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} وقول الشاعر:


(١) «بعض» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «وبين وابتدئ» مثله ومعطوفان عليه «فى الأمكنة» متعلق بابتدئ «بمن» تنازعه الأفعال الثلاثة «وقد» حرف تقليل «تأتى» فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى يعود على من «لبدء» جار ومجرور متعلق «بتأتى» وبدء مضاف و «الأزمنة» مضاف إليه.

(٢) «وزيد» فعل ماض مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من «فى نفى» جار ومجرور متعلق بزيد «وشبهه» الواو عاطفة، شبه: معطوف على نفى، وشبه مضاف وضمير الغائب العائد إلى نفى مضاف إليه «فجر» الفاء عاطفة، جر: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو «نكرة» مفعول به لجر «كما» الكاف جارة لقول محذوف، ما: نافية «لباغ» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «من» زائدة «مفر» مبتدأ مؤخر.