شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

بعض العرب يعرب أيا الموصولة في كل حال

صفحة 163 - الجزء 1

  وهذا مستفاد من قوله: «وأعربت ما لم تضف - إلى آخر البيت» أى: وأعربت أىّ إذا لم تضف فى حالة حذف صدر الصلة؛ فدخل فى هذه الأحوال الثلاثة السابقة، وهى ما إذا أضيفت وذكر صدر الصلة، أو لم تضف ولم يذكر صدر الصلة، أو لم تضف وذكر صدر الصلة، وخرج الحالة الرابعة، وهى: ما إذا أضيفت وحذف صدر الصلة، فإنها لا تعرب حينئذ.

  * * *

  وبعضهم أعرب مطلقا، وفى ... ذا الحذف أيّا غير أىّ يقتفى⁣(⁣١)

  إن يستطل وصل، وإن لم يستطل ... فالحذف نزر، وأبوا أن يختزل⁣(⁣٢)


= أيا لا تجئ موصولة، بل هى إما شرطية وإما استفهامية، لا تخرج عن هذين الوجهين، وذهب جماعة من الكوفيين إلى أنها قد تأنى موصولة، ولكنها معربة فى جميع الأحوال؛ أضيفت أو لم تضف، حذف صدر صلتها أو ذكر.

(١) «وبعضهم» الواو للاستئناف، بعض: مبتدأ، وبعض مضاف والضمير مضاف إليه «أعرب» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى بعض، والجملة من أعرب وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ الذى هو بعضهم «مطلقا» حال من مفعول به لأعرب محذوف، والتقدير: وبعضهم أعرب أيا مطلقا «وفى ذا» جار ومجرور متعلق بقوله «يقتفى» الآتى «الحذف» بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه، أو نعت له «أيا» مفعول به لقوله «يقتفى» الآتى «غير» مبتدأ، وغير مضاف و «أى» مضاف إليه «يقتفى» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على المبتدأ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ، ومعنى الكلام: وبعض النحاة حكم بإعراب أى الموصولة فى جميع الأحوال، وغير أى يقتفى ويتبع أيا فى جواز حذف صدر الصلة، إذا كانت الصلة طويلة.

(٢) «إن» شرطية «يستطل» فعل مضارع مبنى للمجهول فعل الشرط «وصل» نائب فاعل ليستطل، وجواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله، وتقديره: إن يستطل