شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

متى يجوز الوجهان على السواء؟

صفحة 527 - الجزء 1

  وإن تلا المعطوف فعلا مخبرا ... به عن اسم، فاعطفن مخيّرا⁣(⁣١)

  أشار بقوله: «فاعطفن مخيّرا» إلى جواز الأمرين على السواء، وهذا هو الذى تقدّم أنه القسم الخامس، وضبط النحويون ذلك بأنه إذا وقع الاسم المشتغل عنه بعد عاطف تقدّمته جملة ذات وجهين، جاز الرفع والنصب على السواء، وفسّروا الجملة ذات الوجهين بأنها جملة: صدرها اسم، وعجزها فعل، نحو «زيد قام وعمرو أكرمته» فيجوز رفع «عمرو» مراعاة للصدر، ونصبه مراعاة للعجز.

  * * *

  والرّفع فى غير الّذى مرّ رجح ... فما أبيح افعل، ودع ما لم يبح⁣(⁣٢)


(١) «إن» شرطية «تلا» فعل ماض، فعل الشرط «المعطوف» فاعل لتلا «فعلا» مفعول به لتلا «مخبرا» نعت لفعل «به، عن اسم» متعلقان بمخبر «فاعطفن» الفاء لربط الجواب بالشرط، اعطف: فعل أمر مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «مخيرا» حال من الضمير المستتر فى «اعطفن».

(٢) «والرفع» مبتدأ «فى غير» جار ومجرور متعلق برجح الآتى، وغير مضاف و «الذى» اسم موصول: مضاف إليه «مر» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الذى، والجملة من مر وفاعله لا محل لها صلة «رجح» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الرفع الواقع مبتدأ، والجملة من رجح وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ «فما» الفاء للتفريع، وما: اسم موصول به مقدم لا فعل «أبيح» فعل ماض مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة، والجملة من أبيح ونائب فاعله لا محل لها صلة «افعل» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «ودع» مثله «ما» اسم موصول مفعول به لدع «لم يبح» مضارع مبنى للمجهول مجزوم بلم، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما، والجملة لا محل لها صلة الموصول.