شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

علم بمعنى عرف، وظن بمعنى اتهم، ورأى بمعنى حلم

صفحة 440 - الجزء 1

  ليعلم عرفان وظنّ تهمه ... تعدية لواحد ملتزمه⁣(⁣١)

  إذا كانت «علم» بمعنى عرف تعدّت إلى مفعول واحد، كقولك: «علمت زيدا» أى: عرفته، ومنه قوله تعالى: {وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً}.

  وكذلك إذا كانت «ظنّ» بمعنى اتّهم تعدّت إلى مفعول واحد، كقولك: «ظننت زيدا» أى: اتّهمته، ومنه قوله تعالى: {وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} أى: بمتّهم.

  * * *

  ولرأى الرّؤيا انم ما لعلما ... طالب مفعولين من قبل انتمى⁣(⁣٢)

  إذا كانت رأى حلميّة⁣(⁣٣) - أى: للرؤيا فى المنام - تعدّت إلى المفعولين كما تتعدّى إليهما «علم» المذكورة من قبل، وإلى هذا أشار بقوله: «ولرأى


(١) «لعلم» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، وعلم مضاف و «عرفان» مضاف إليه «وظن» معطوف على علم، وظن مضاف و «تهمة» مضاف إليه «تعدية» مبتدأ مؤخر «لواحد» جار ومجرور متعلق بتعدية «ملتزمة» نعت لتعدية.

(٢) «لرأى» جار ومجرور متعلق بانم، ورأى المقصود لفظه مضاف و «الرؤيا» مضاف إليه «انم» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «ما» اسم موصول: مفعول به لانم «لعلما» جار ومجرور متعلق بانتمى «طالب» حال من علم، وطالب مضاف و «مفعولين» مضاف إليه «من قبل» جار ومجرور متعلق بانتمى «انتمى» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة، والجملة من انتمى وفاعله ومتعلقاته لا محل لها صلة الموصول: أى انسب لرأى الرؤيا ما انتسب لعلم حال كونه طالب مفعولين.

(٣) «حلمية» هو بضم الحاء وسكون اللام أو ضمها - نسبة إلى الحلم - بوزان قفل أو عنق - وهو مصدر حلم يحلم، مثل قتل يقتل - إذا رأى فى منامه شيئا.