شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

كل الموصولات الاسمية تحتاج إلى صلة وعائد

صفحة 152 - الجزء 1

  يعنى أن «ذا» اختصّت من بين سائر أسماء الإشارة بأنها تستعمل موصولة، وتكون مثل «ما» فى أنها تستعمل بلفظ [واحد]: للمذكر، والمؤنث - مفردا كان، أو مثنى، أو مجموعا - فتقول: «من ذا عندك» و «ماذا عندك» سواء كان ما عنده مفردا مذكرا أو غيره.

  وشرط استعمالها موصولة أن تكون مسبوقة بـ «ما» أو «من» الاستفهاميتين، نحو «من ذا جاءك، وما ذا فعلت» فمن: اسم استفهام، وهو مبتدأ، و «ذا» موصولة بمعنى الذى، وهو خبر من، و «جاءك» صلة الموصول، والتقدير «من الذى جاءك»؟ وكذلك «ما» مبتدأ، و «ذا» موصول [بمعنى الذى]، وهو خبر ما، و «فعلت» صلته، والعائد محذوف، تقديره «ماذا فعلته»؟ أى: ما الذى فعلته.

  واحترز بقوله: «إذا لم تلغ فى الكلام» من أن تجعل «ما» مع «ذا» أو «من» مع «ذا» كلمة واحدة للاستفهام، نحو «ماذا عندك؟» أى: أىّ شئ عندك؟ وكذلك «من ذا عندك؟» فماذا: مبتدأ، و «عندك» خبره [وكذلك: «من ذا» مبتدأ، و «عندك» خبره] فذا فى هذين الموضعين ملغاة؛ لأنها جزء كلمة؛ لأن المجموع استفهام.

  * * *

  وكلّها يلزم بعده صله ... على ضمير لائق مشتمله⁣(⁣١)


= بإضافة إذا إليها، وهى فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف يدل عليه الكلام، وتقديره: ذا مثل ما حال كونها بعد ما أو من الاستفهاميتين، إذا لم تلغ فى الكلام فهى كذلك؛ وقوله «فى الكلام» جار ومجرور متعلق بقوله تلغ.

(٢) «وكلها» الواو للاستئناف، كل: مبتدأ، وكل مضاف والضمير مضاف إليه ومرجعه الموصولات الاسمية وحدها، خلافا لتعميم الشارح؛ لأنه نعت الصلة بكونها مشتملة على عائد، وهذا خاص بصلة الموصول الاسمى؛ ولأن المصنف لم يتعرض للموصول الحرفى هنا أصلا، بل خص كلامه بالاسمى، ألا ترى أنه بدأ الباب بقوله «موصول