شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تتمة أفعال هذا الباب والاستشهاد لها

صفحة 455 - الجزء 1

  و «أعطيت زيدا درهما»: فى كونه لا يصحّ الإخبار به عن الأول؛ فلا تقول [زيد الحقّ، كما لا تقول] «زيد درهم»، وفى كونه يجوز حذفه مع الأول، وحذف الثانى وإبقاء الأول، وحذف الأول وإبقاء الثانى، وإن لم يدل على ذلك دليل؛ فمثال حذفهما «أعلمت، وأعطيت»، ومنه قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى} ومثال حذف الثانى وإبقاء الأول «أعلمت زيدا، وأعطيت زيدا» ومنه قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى} ومثال حذف الأول وإبقاء الثانى نحو: «أعلمت الحقّ، وأعطيت درهما» ومنه قوله تعالى: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ} وهذا معنى قوله: «والثانى منهما - إلى آخر البيت⁣(⁣١)».

  * * *

  وكأرى السّابق نبّا أخبرا ... حدّث، أنبأ، كذاك خبّرا⁣(⁣٢)


(١) عبارة الناظم - وهى قوله «فهو به فى كل حكم ذو ائتسا» - عامة، ولم يتعرض الشارح - |! - فى كلامه إلى نقد هذا العموم كعادته؛ فهذا العموم يعطى أن رأى البصرية وعلم العرفانية إذا اتصلت بهما همزة النقل فصارا يتعديان إلى مفعولين، فشأن مفعولهما الثانى كشأن المفعول الثانى من مفعولى كسا، ومن شأن المفعول الثانى من مفعولى كسا أنه لا يعلق عنه العامل، ولكن المفعول الثانى من مفعولى رأى البصرية وعلم العرفانية يعلق عنه العامل؛ ومن التعليق عنه قوله تعالى: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى} فأرنى هنا بصرية، لأن إبراهيم # كان يطلب مشاهدة كيفية إحياء الله تعالى الموتى. ومفعولها الأول ياء المتكلم، ومفعولها الثانى جملة {كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى} وقد علق العامل عنها باسم الاستفهام، ومن التعليق قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ؟}.

(٢) «وكأرى» الواو عاطفة، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «السابق» نعت لأرى «نبأ» قصد لفظه: مبتدأ مؤخر «أخبرا، حدث، أنبأ»