شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

شروط الجملة التي تقع صلة

صفحة 154 - الجزء 1

  صلة الموصول لا تكون إلا جملة أو شبه جملة، ونعنى بشبه الجملة الظرف والجارّ والمجرور، وهذا فى غير صلة الألف والّلام، وسيأتى حكمها.

  ويشترط فى الجملة الموصول بها ثلاثة شروط؛ أحدها: أن تكون خبرية⁣(⁣١)، الثانى: كونها خالية من معنى التعجب⁣(⁣٢)، الثالث: كونها غير مفتقرة إلى كلام


= الإعراب بجيد «كمن» الكاف جارة لمحذوف تقديره: كقولك، ومن اسم موصول مبتدأ «عندى» عند: ظرف متعلق بفعل محذوف تقع جملته صلة، وعند مضاف والضمير مضاف إليه «الذى» خبر المبتدأ «ابنه» ابن: مبتدأ، وابن مضاف والضمير مضاف إليه «كفل» فعل ماض مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على «ابن» والجملة من الفعل ونائب الفاعل فى محل رفع خبر المبتدأ الذى هو قوله ابنه، والجملة من المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب صلة الذى.

(١) ذهب الكسائى إلى أنه يجوز أن تكون صلة الموصول جملة إنشائية، واستدل على ذلك بالسماع؛ فمن ذلك قول الفرزدق:

وإنّى لراج نظرة قبل الّتى ... لعلّى - وإن شطّت نواها - أزورها

وقول جميل بن معمر العذرى المعروف بجميل بثينة:

وما ذا عسى الواشون أن يتحدّثوا ... سوى أن يقولوا إنّنى لك عاشق

وزعم الكسائى أن جملة «لعلى أزورها» من لعل واسمها وخبرها صلة التى، كما زعم أن «ما» فى قول جميل «وما ذا» اسم استفهام مبتدأ، و «ذا» اسم موصول خبره، وجملة عسى واسمها وخبرها صلة.

والجواب أن صلة التى فى البيت الأول محذوفة، والتقدير: قبل التى أقول فيها لعلى إلخ، وما ذا كلها فى البيت الثانى اسم استفهام مبتدأ، وليس ثمة اسم موصول أصلا.

(٢) اختلف العلماء فى جملة التعجب: أخبرية هى أم إنشائية؟ فذهب قوم إلى أنها جملة إنشائية، وهؤلاء جميعا قالوا: لا يجوز أن يوصل بها الاسم الموصول؛ وذهب فريق إلى أنها خبرية، وقد اختلف هذا الفريق فى جواز وصل الموصول بها؛ فقال ابن خروف: يجوز، وقال الجمهور: لا يجوز؛ لأن التعجب، إنما يتكلم به عند