شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الفعل ثلاثة أنواع، وعلامة كل نوع

صفحة 24 - الجزء 1

  وماضى الأفعال بالتّا مز، وسم ... بالنّون فعل الأمر، إن أمر فهم⁣(⁣١)

  يشير إلى أن الحرف يمتاز عن الاسم والفعل بخلوّه عن علامات الأسماء، وعلامات الأفعال، ثم مثّل بـ «هل وفى ولم» منبّها على أن الحرف ينقسم إلى قسمين: مختص، وغير مختص، فأشار بهل إلى غير المختص، وهو الذى يدخل على الأسماء والأفعال، نحو «هل زيد قائم» و «هل قام زيد»، وأشار بفى ولم إلى المختص، وهو قسمان: مختص بالأسماء كفى، نحو «زيد فى الدار»، ومختص بالأفعال كلم، نحو «لم يقم زيد».

  ثم شرع فى تبيين أن الفعل ينقسم إلى ماض ومضارع وأمر؛ فجعل علامة


= كيشم، ويشم فعل مضارع ماضيه قولك: شممت الطيب ونحوه - من باب فرح - إذا نشقته، وفيه لغة أخرى من باب نصر ينصر حكاها الفراء.

(١) «وماضى» الواو للاستئناف، ماضى: مفعول به مقدم لقوله مز الآتى، وماضى مضاف و «الأفعال» مضاف إليه «بالتا» جار ومجرور متعلق بمز «مز» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «وسم» الواو عاطفة أو للاستئناف سم: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «بالنون» جار ومجرور متعلق بسم «فعل» مفعول به لسم، وفعل مضاف و «الأمر» مضاف إليه «إن» حرف شرط «أمر» نائب فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده، وتقديره: إن فهم أمر «فهم» فعل ماض مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على أمر، والجملة من الفعل ونائب فاعله لا محل لها من الإعراب تفسيرية، وجواب الشرط محذوف يدل عليه المذكور. وتقديره «إن فهم أمر فسم بالنون إلخ». وتقدير البيت: ميز الماضى من الأفعال بقبول التاء التى ذكرنا أنها من علامات كون الكلمة فعلا، وعلم فعل الأمر بقبول النون إن فهم منه الطلب.

ومز: أمر من ماز الشئ يميزه ميزا - مثل باع يبيع بيعا - إذا ميزه، وسم: أمر من وسم الشئ يسمه وسما - مثل وصفه يصفه وصفا - إذا جعل له علامة يعرفه بها، والأمر قوله «إن أمر فهم» هو الأمر اللغوى، ومعناه الطلب الجازم على وجه الاستعلاء.