شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

استعملت الكاف وعن وعلى أسماء

صفحة 27 - الجزء 2

  واستعمل اسما، وكذا «عن» و «على» ... من أجل ذا عليهما من دخلا⁣(⁣١)

  استعمل الكاف اسما قليلا، كقوله:

  ٢١١ - أتنتهون ولن ينهى ذوى شطط ... كالطّعن يذهب فيه الزّيت والفتل


= وتخريج البيت على زيادة الكاف هو تخريج جماعة من النحاة: منهم الرضى فى شرح الكافية، وابن عصفور، وأبو الفتح بن جنى فى سر الصناعة، وأبو على الفارسى فى البغداديات، وابن السراج فى الأصول، وقد حمل أبو على على زيادة الكاف قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وقوله سبحانه: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ} قال: تقدير الكلام أرأيت الذى حاج إبراهيم فى ربه، أو الذى مر على قرية.

(١) «واستعمل» فعل ماض مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الكاف فى البيت السابق «اسما» حال من نائب الفاعل «وكذا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «عن» قصد لفظه: مبتدأ مؤخر و «على» معطوف على عن «من أجل» جار ومجرور متعلق بدخل أيضا «من» قصد لفظه: مبتدأ «دخلا» دخل: فعل ماض، والألف للاطلاق، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ.

٢١١ - هذا البيت للأعشى ميمون بن قيس، من قصيدته اللامية المشهورة التى مطلعها:

ودّع هريرة إنّ الرّكب مرتحل ... وهل تطيق وداعا أيّها الرّجل؟

اللغة: «شطط» هو الجور، والظلم، ومجاوزة الحد «الفتل» بضمتين - جمع فتيلة، وأراد بها فتيلة الجراح.

المعنى: لا ينهى الجائرين عن جورهم، ولا يردع الظالمين عن ظلمهم، مثل الطعن البالغ الذى ينفذ إلى الجوف فيغيب فيه، وأراد أنه لا يكفهم عن ظلمهم سوى الأخذ بالشدة.

الإعراب: «أتنتهون» الهمزة للاستفهام الإنكارى، تنتهون: فعل وفاعل