شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

متى يجوز حذف المفعولين أو أحدهما؟ ومتى لا يجوز؟

صفحة 443 - الجزء 1

  ولا تجز هنا بلا دليل ... سقوط مفعولين أو مفعول⁣(⁣١)

  لا يجوز فى هذا الباب سقوط المفعولين، ولا سقوط أحدهما، إلا إذا دلّ دليل على ذلك.

  فمثال حذف المفعولين للدلالة أن يقال: «هل ظننت زيدا قائما»؟ فتقول: «ظننت»، التقدير: «ظننت زيدا قائما» فحذفت المفعولين لدلالة ما قبلهما عليهما، ومنه قوله:

  ١٣٢ - بأىّ كتاب أم بأيّة سنّة ... ترى حبّهم عارا علىّ وتحسب؟

  أى: «وتحسب حبّهم عارا علىّ» فحذف المفعولين - وهما: «حبّهم»، و «عارا علىّ» - لدلالة ما قبلهما عليهما.


(١) «ولا» ناهبة «تجز» فعل مضارع مجزوم بلا، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «هتا» ظرف مكان متعلق بتجز «بلا دليل» الباء حرف جر، ولا: اسم بمعنى غير ظهر إعرابه على ما بعده، بطريق العارية، وهو مجرور محلا بالباء، والجار والمجرور متعلق بتجز، ولا مضاف و «دليل» مضاف إليه «سقوط» مفعول به لتجز، وسقوط مضاف و «مفعولين» مضاف إليه «أو مفعول» معطوف على مفعولين.

١٣٢ - البيت للكميت بن زيد الأسدى، من قصيدة هاشمية يمدح فيها آل الرسول ، وأولها قوله:

طربت، وما شوقا إلى البيض أطرب، ... ولا لعبا منّى، وذو الشّيب يلعب؟

ولم يلهنى دار ولا رسم منزل ... ولم يتطرّبنى بنان مخضّب

اللغة: «ترى حبهم» رأى ههنا من الرأى بمعنى الاعتقاد، مثل أن تقول: رأى أبو حنيفة حل كذا، ويمكن أن تكون رأى العلمية بشئ من التكلف «عارا» العار: كل خصلة يلحقك بسببها عيب ومذمة، وتقول: عيرته كذا، ولا تقل: عيرته بكذا، فهو يتعدى إلى المفعولين بنفسه وفى لامية السموأل قوله، وفيه دلالة غير قاطعة: