شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لعل حرف جر عند عقيل

صفحة 4 - الجزء 2

  الثانى: قولك: «جئت كى أكرم زيدا» فـ «أكرم»: فعل مضارع منصوب بـ «أن» بعد «كى»⁣(⁣١)، و «أن» والفعل مقدّران بمصدر مجرور بـ «كى» والتقدير: جئت [كى إكرام زيد، أى] لإكرام زيد.

  وأما «لعلّ» فالجرّ بها لغة عقيل، ومنه قوله:

  ١٩٦ - * لعلّ أبى المغوار منك قريب*


(١) اعلم أنه قد يؤتى بلام الجر قبل كى؛ فيقال: «جئت لكى أتعلم» وقد يؤتى بأن المصدرية بعد كى؛ فيقال: «جئت كى أن تكرمنى» وعلى الوجه الأول تكون كى مصدرية بلا تردد، وهو الأكثر استعمالا، وعلى الوجه الثانى تكون كى حرف جر بلا تردد، وهو أقل استعمالا من سابقه، وقد يؤتى بكى غير مسبوقة باللام ولا سابقة لأن، كما يقال: «جئت كى أتعلم» وهى حينئذ تحتمل المصدرية بتقدير اللام قبلها. وتحتمل أن تكون حرف جر دال على التعليل وأن مقدرة بعدها، وحملها على الوجه الأول أولى؛ لأنه الأكثر فى الاستعمال كما قلنا، ومن هنا تعلم أن ما جرى عليه الشارح فيه حمل الكلام على أقل الوجهين.

١٩٦ - هذا عجز بيت لكعب بن سعد الغنوى، من قصيدة مستجادة يرثى فيها أخاه أبا المغوار - واسمه هرم، وقيل: اسم أبى المغوار شبيب - وصدر البيت قوله:

* فقلت: ادع أخرى وارفع الصّوت جهرة*

ومن العلماء من ينسب هذه القصيدة لسهم الغنوى أخى كعب وأبى المغوار جميعا، والصواب عند الأثبات من الرواة ما قدمناه، وقبل هذا البيت قوله:

وداع دعا: يا من يجيب إلى النّدى ... فلم يستحبه عند ذاك مجيب

الإعراب: «فقلت» فعل وفاعل «ادع» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «أخرى» مفعول به، وهى صفة أقيمت مقام موصوفها بعد حذفه، وأصل الكلام: ادع مرة أخرى «وارفع» الواو عاطفة، وارفع: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «الصوت» مفعول به لارفع «جهرة» مفعول مطلق «لعل» حرف ترج وجر شبيه بالزائد «أبى» مبتدأ مرفوع تقديرا،