شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الفصل الرابع: في المثال واحكامه

صفحة 619 - الجزء 2

الفصل الرابع فى المثال، وأحكامه

  وهو - كما علمت مما تقدم - ما كانت فاؤه حرف علّة⁣(⁣١)، وتكون فاؤه واوا، أو ياء، ولا يمكن أن تكون ألفا⁣(⁣٢)، كما لا يمكن إعلال واوه أو يائه.

  فأما المثال الواوىّ فيجئ على خمسة أوجه؛ الأول: «علم يعلم» نحو «وبئ، ووجع، ووجل، ووحل، ووحمت، ووذر، ووسخ، ووسع، ووسن، ووصب، ووضر، ووطف، ووطئ، ووغر، ووقرت أذنه، ووكع، وولع، ووله، ووهل». الثانى: مثال «كرم يكرم» نحو «وثر، ووثق، ووجز، ووجه، ووخم، ووضؤ، ووقح». الثالث: مثال «نفع ينفع» نحو «وجأ، وودع، ووزع، ووقع، ووهب، ووضع، وولغ». الرابع: مثال «حسب يحسب» نحو «ورث، وورع، وورم، ووفق، وولغ». الخامس: مثال «ضرب يضرب» نحو «وعد، ووثب، ووجب».

  ولم يجئ من الواوى على مثال «نصر ينصر» إلا كلمة واحدة فى لغة بنى عامر، وهى قولهم: «وجد يجد»⁣(⁣٣). وعليها قول جرير:


(١) إنما سمى «مثالا» لأن ماضيه مثل السالم فى الصحة وعدم الإعلال، أو لأن أمره مثل أمر الأجوف، وقد يقال له «المعتل» بالإطلاق.

(٢) لأن الألف لا تكون إلا ساكنة، والساكن لا يقع ابتداء، بخلاف الواو والياء، فإنهما لما كانا يقبلان الحركة وقعا فاء، أما الألف فإنها تقع وسطا وآخرا وإن لم تكن أصلية، نحو: «قال، وباع، وخاف، ورمى، وغزا».

(٣) كان مقتضى القياس أن تبقى الواو التى هى فاء الكلمة، ولا تحذف، لما ستعلمه قريبا، فكان حقهم أن يقولوا: يوجد - بوزان «ينصر» - غبر أنهم حذفوا الواو قبل الضمة كما يحذفها العرب كافة قبل الكسرة: شذوذا، واستثقالا.