شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

مراتب المشار إليه، وما يستعمل لكل مرتبة

صفحة 133 - الجزء 1

  وفيها لغتان: المدّ، وهى لغة أهل الحجاز، وهى الواردة فى القرآن العزيز، والقصر، وهى لغة بنى تميم.

  وأشار بقوله: «ولدى البعد انطقا بالكاف - إلى آخر البيت» إلى أن المشار إليه له رتبتان: القرب، والبعد؛ فجميع ما تقدم يشار به إلى القريب،


= أخف الحركات، وهذه لغة بنى أسد، والضم؛ لإتباع حركة الذال، وهذا الوجه أضعف الوجوه الثلاثة «المنازل» جمع منزل، أو منزلة، وهو محل النزول، وكونه ههنا جمع منزلة أولى؛ لأنه يقول فيما بعد «منزلة اللوى» - واللوى - بكسر اللام مقصورا - موضع بعينه «العيش» أراد به الحياة.

المعنى: ذم كل موضع تنزل فيه بعد هذا الموضع الذى لقيت فيه أنواع المسرة، وذم أيام الحياة التى تقضيها بعد هذه الأيام التى قضيتها هناك فى هناءة وغبطة.

الإعراب: «ذم» فعل أمر، مبنى على السكون لا محل له من الإعراب، وهو مفتوح الآخر للخفة أو مكسوره على الأصل فى التخلص من التقاء الساكنين أو مضمومه للاتباع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «المنازل» مفعول به لذم «بعد» ظرف متعلق بمحذوف حال من المنازل، وبعد مضاف و «منزلة» مضاف إليه، ومنزلة مضاف، و «اللوى» مضاف إليه «والعيش» الواو عاطفة، العيش: معطوف على المنازل «بعد» ظرف متعلق بمحذوف حال من العيش، وبعد مضاف وأولاء من «أولائك» مضاف إليه، والكاف حرف خطاب «الأيام» بدل من اسم الإشارة أو عطف بيان عليه.

الشاهد فيه: قوله «أولئك» حيث أشار به إلى غير العقلاء، وهى «الأيام» ومثله فى ذلك قول الله تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً} وقد ذكر ابن هشام عن ابن عطية أن الرواية الصحيحة فى بيت الشاهد* والعيش بعد أولئك الأقوام* وهذه هى رواية النقائض بين جرير والفرزدق، وعلى ذلك لا يكون فى البيت شاهد؛ لأن الأقوام عقلاء، والخطب فى ذلك سهل؛ لأن الآية الكريمة التى تلوناها كافية أعظم الكفاية للاستشهاد بها على جواز الإشارة بأولاء إلى الجمع من غير العقلاء