شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

أي الموصولة، ومتى تبنى؟ ومتى تعرب؟

صفحة 160 - الجزء 1

  ومن الثانى قوله:

  ٣٢ - من لا يزال شاكرا على المعه ... فهو حر بعيشة ذات سعه


= منها وأنكى؛ فهو تخلص من ضرورة إلى ضرورة أصعب منها مخلصا وأعسر نجاء. ولا يشك أحد أن هذا الحذف بجميع أنواعه التى ذكروها من الضرورات التى لا بسوغ القياس عليها، ولذلك استبعد كثير تخريج الآية الكريمة التى تلوناها أولا على هذا الوجه كما استبعد كثيرون تخريجها على أن «الذى» موصول حرفى.

٣٢ - وهذا البيت - أيضا - من الشواهد التى لم ينسبوها إلى قائل معين.

اللغة: «المعه» يريد الذى معه «حر» حقيق، وجدير، ولائق، ومستحق «سعة» بفتح السين، وقد تكسر - اتساع ورفاهية ورغد.

المعنى: من كان دائم الشكر لله تعالى على ما هو فيه من خبر فإنه يستحق الزيادة ورغد العيش، وهو مأخوذ من قوله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}

الإعراب: «من» اسم موصول مبتدأ «لا يزال» فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على المبتدأ «شاكرا» خبر لا يزال، والجملة من يزال واسمه وخبره لا محل لها من الإعراب صلة الموصول «على» حرف جر «المعه» هو عبارة عن «أل» الموصولة بمعنى الذى، وهى مجرورة المحل بعلى، والجار والمجرور متعلق بشاكر، ومع: ظرف متعلق بمحذوف واقع صلة لأل، ومع مضاف والضمير مضاف إليه «فهو حر» الفاء زائدة، و «هو» ضمير منفصل مبتدأ، و «حر» خبره، والجملة منهما فى محل رفع خبر المبتدأ، وهو «من» فى أول البيت، ودخلت الفاء على جملة الخبر لشبه المبتدأ بالشرط «بعيشة» جار ومجرور متعلق بقوله «حر» الرافع خبرا لهو «ذات» صفة لعيشة، وذات مضاف و «سعة» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، ولكنه سكنه للوقف.

الشاهد فيه: قوله «المعه» حيث جاء بصلة «أل» ظرفا، وهو شاذ على خلاف القياس.

ومثل هذا البيت - فى وصل أل بالظرف شذوذا - قول الآخر: