شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

قد يحذف المضاف، ويبقى المضاف إليه مجرورا

صفحة 76 - الجزء 2

  يحذف المضاف لقيام قرينة تدلّ عليه، ويقام المضاف إليه مقامه، فيعرب بإعرابه، كقوله تعالى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} أى: حبّ العجل، وكقوله تعالى: {وَجاءَ رَبُّكَ} أى: أمر ربّك، فحذف المضاف - وهو «حب، وأمر» - وأعرب المضاف إليه - وهو «العجل، وربّك» - بإعرابه.

  * * *

  وربّما جرّوا الّذى أبقوا كما ... قد كان قبل حذف ما تقدّما⁣(⁣١)

  لكن بشرط أن يكون ما حذف ... مماثلا لما عليه قد عطف⁣(⁣٢)


(١) «وربما» رب: حرف تقليل وجر، ما: كافة «جروا» فعل وفاعل «الذى» مفعول به لجروا «أبقوا» فعل وفاعل، والجملة لا محل لها صلة «كما» جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لموصوف محذوف «قد» حرف تحقيق «كان» فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه «قبل» ظرف متعلق بمحذوف خبر كان، والجملة من «كان» واسمه وخبره لا محل لها صلة ما، وقبل مضاف و «حذف» مضاف إليه، وحذف مضاف و «ما» اسم موصول بمعنى الذي مضاف إليه، والجملة من «تقدما» وفاعله المستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما، لا محل لها صلة «ما».

(٢) «لكن» حرف استدراك «بشرط» جار ومجرور قال المعربون: إنه متعلق بمحذوف حال: إما من فاعل «جروا» فى البيت السابق، وإما من مفعوله، وعندى أنه لا يمتنع أن يكون متعلقا بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: لكن ذلك الجر كائن بشرط إلخ «أن» مصدرية «يكون» فعل مضارع ناقص منصوب بأن «ما» اسم موصول اسم يكون، وجملة «حذف» ونائب الفاعل المستتر فيه لا محل لها صلة «مماثلا» خبر يكون «لما» جار ومجرور متعلق بمماثل «عليه» جار ومجرور متعلق بعطف الآتى، وجملة «عطف» مع نائب الفاعل المستتر فيه لا محل لها صلة ما الموصولة المجرورة محلا باللام.