شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تعريف النعت، وما يجئ له

صفحة 191 - الجزء 2

  والتابع على خمسة أنواع: النعت، والتوكيد، وعطف البيان، وعطف النسق، والبدل.

  * * *

  فالنّعت تابع متمّ ما سبق ... بوسمه أو وسم ما به اعتلق⁣(⁣١)

  عرّف النعت بأنه «التابع، المكمّل متبوعه: ببيان صفة من صفاته» نحو «مررت برجل كريم»، أو من صفات ما تعلق به - وهو سببيّه - نحو «مررت برجل كريم أبوه» فقوله «التابع» يشمل التوابع كلّها، وقوله: «المكمل - إلى آخره» مخرج لما عدا النعت من التوابع⁣(⁣٢).

  والنعت يكون للتخصيص، نحو «مررت بزيد الخياط» وللمدح، نحو: «مررت بزيد الكريم» ومنه قوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} وللذمّ، نحو «مررت بزيد الفاسق» ومنه قوله [تعالى]: {فَاسْتَعِذْ بِاللهِ


(١) «فالنعت» مبتدأ «تابع» خبر المبتدأ «متم» نعت لتابع، وفيه ضمير مستتر فاعل «ما» اسم موصول: مفعول به لمتم، وجملة «سبق» وفاعله المستتر فيه لا محل لها صلة الموصول «بوسمه» بوسم: جار ومجرور متعلق بمتم؛ ووسم مضاف وضمير الغائب مضاف إليه، «أو وسم» معطوف على وسمه، ووسم مضاف و «ما» اسم موصول: مضاف إليه «به» جار ومجرور متعلق باعتلق «اعتلق» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه، والجملة لا محل لها صلة الموصول.

(٢) إنما خرج بقية التوابع بهذه العبارة لأنه ليس شئ منها يدل على صفة المتبوع أو صفة ما تعلق بالمتبوع، ولهذا وجب فى النعت أن يكون مشتقا ليدل على الذات وعلى المعنى القائم بها.

فإن قلت: فقد يكون عطف البيان والبدل مشتقين، فالجواب أنهما - وإن جاز ذلك فيهما - لا يقصد بهما التكميل بإيضاح المتبوع أو تخصيصه وضعا.