شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

قد تقع الحال مصدرا منكرا

صفحة 631 - الجزء 1

  واجتهد وحدك، وكلمته فاه إلى فىّ؛ فـ «الجمّاء، والعراك، ووحدك، وفاه»: أحوال، وهى معرفة، لكنها مؤوّلة بنكرة، والتقدير: جاءوا جميعا، وأرسلها معتركة، واجتهد منفردا، وكلمته مشافهة.

  وزعم البغداديّون ويونس أنه يجوز تعريف الحال مطلقا، بلا تأويل؛ فأجازوا «جاء زيد الرّاكب».

  وفصّل الكوفيون، فقالوا: إن تضمّنت الحال معنى الشرط صحّ تعريفها، وإلّا فلا؛ فمثال ما تضمن معنى الشرط «زيد الرّاكب أحسن منه الماشى» فـ «الراكب والماشى»: حالان، وصح تعريفهما لتأولهما بالشرط؛ إذ التقدير: زيد إذا ركب أحسن منه إذا مشى، فإن لم تتقدر بالشرط لم يصح تعريفها؛ فلا تقول: «جاء زيد الرّاكب» إذ لا يصح «جاء زيد إن ركب».

  * * *

  ومصدر منكّر حالا مقع ... بكثرة كبغتة زيد طلع⁣(⁣١)


= ومثلها جملة «ولم يشفق» وقوله «على نغص» جار ومجرور متعلق بيشفق، ونغص مضاف، و «الدخال» مضاف إليه.

الشاهد فيه: قوله «العراك» حيث وقع حالا مع كونه معرفة - والحال لا يكون إلا نكرة - وإنما ساغ ذلك لأنه مؤول بالنكرة، أى: أرسلها معتركة، يعنى مزدحمة

(١) «مصدر» مبتدأ «منكر» نعت «حالا» منصوب على الحال، وصاحبه الضمير المستتر فى «يقع» الآتى «يقع» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مصدر منكر. والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «بكثرة» جار ومجرور متعلق بيقع «كبغتة» الكاف جارة لقول محذوف، بغتة: حال من الضمير المستتر فى «طلع» الآتى «زيد» مبتدأ «طلع» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى زيد، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ.