شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الكلم وأنواعه

صفحة 15 - الجزء 1

  والكلم: اسم جنس⁣(⁣١) واحده كلمة، وهى: إما اسم، وإما فعل، وإما حرف؛ لأنها إن دلّت على معنى فى نفسها غير مقترنة بزمان فهى الاسم، وإن اقترنت بزمان فهى الفعل، وإن لم تدل على معنى فى نفسها - بل فى غيرها - فهى الحرف.

  والكلم: ما تركب من ثلاث كلمات فأكثر، كقولك: إن قام زيد.

  والكلمة: هى اللفظ الموضوع لمعنى مفرد؛ فقولنا «الموضوع لمعنى» أخرج المهمل كديز، وقولنا «مفرد» أخرج الكلام؛ فإنه موضوع لمعنى غير مفرد.


= أنهم قالوا «كلمة الإخلاص» وقالوا «كلمة التوحيد» وأرادوا بذينك قولنا: «لا إله إلا الله» وكذلك قال عليه الصلاة والسّلام: «أفضل كلمة قالها شاعر كلمة لبيد» وهو بريد قصيدة لبيد بن ربيعة العامرى التى أولها:

ألا كل شئ ما خلا الله باطل ... وكلّ نعيم لا محالة زائل

(١) اسم الجنس على نوعين: أحدهما يقال له اسم جنس جمعى، والثانى يقال له اسم جنس إفرادى؛ فأما اسم الجنس الجمعى فهو «ما يدل على أكثر من اثنين، ويفرق بينه وبين واحده بالتاء»، والتاء غالبا تكون فى للفرد كبقرة وبقر وشجرة وشجر، ومنه كلم وكلمة، وربما كانت زيادة التاء فى الدال على الجمع مثل كمء للواحد وكمأة للكثير، وهو نادر. وقد يكون الفرق بين الواحد والكثير بالياء. كزنج وزنجى، وروم ورومى، فأما اسم الجنس الإفرادى فهو «ما يصدق على الكثير والقليل واللفظ واحد» كماء وذهب وخل وزيت.

فإن قلت: فإنى أجد كثيرا من جموع التكسير يفرق بينها وبين مفردها بالتاء كما يفرق بين اسم الجنس الجمعى وواحده، نحو قرى وواحدة قرية، ومدى وواحدة مدية، فبما ذا أفرق بين اسم الجنس الجمعى وما كان على هذا الوجه من الجموع؟.

فالجواب على ذلك أن تعلم أن بين النوعين اختلافا من وجهين؛ الوجه الأول: أن الجمع لا بد أن يكون على زنة معينة من زنات الجموع المحفوظة المعروفة، فأما اسم الجنس الجمعى فلا يلزم فيه ذلك، أفلا ترى أن بقرا وشجرا وثمرا لا يوافق زنة من زنات الجمع! والوجه الثانى: أن الاستعمال العربى جرى على أن الضمير وما أشبهه يرجع إلى اسم الجنس الجمعى مذكرا كقول الله تعالى: {إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا} وقوله جل شأنه: {إِلَيْهِ