شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يجوز حذف ما علم من نعت أو منعوت

صفحة 205 - الجزء 2

  وقول المصنف «لن يظهرا» معناه أنه يجب إضمار الرافع أو الناصب، ولا يجوز إظهاره، وهذا صحيح إذا كان النعت لمدح، نحو «مررت بزيد الكريم» أو ذم، نحو: «مررت بعمرو الخبيث» أو ترحّم، نحو: «مررت بزيد المسكين» فأما إذا كان لتخصيص فلا يجب الإضمار، نحو: «مررت بزيد الخياط، أو الخياط» وإن شئت أظهرت؛ فتقول: «هو الخياط، أو أعنى الخياط، والمراد بالرافع والناصب لفظة «هو» أو «أعنى».

  * * *

  وما من المنعوت والنّعت عقل ... يجوز حذفه، وفى النّعت يقلّ⁣(⁣١)

  أى: يجوز حذف المنعوت وإقامة النعت مقامه، إذا دل عليه دليل، نحو: قوله تعالى: {أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ} أى دروعا سابغات، وكذلك يحذف النعت إذ دل عليه دليل، لكنه قليل، ومنه قوله تعالى [: {قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} أى: البيّن، وقوله تعالى]: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} أى النّاجين.

  * * *


(١) «وما» اسم موصول: مبتدأ «من المنعوت» جار ومجرور متعلق بقوله «عقل» الآتى «والنعت» معطوف على المنعوت، وجملة «عقل» من الفعل ونائب فاعله المستتر فيه لا محل لها صلة الموصول «يجوز» فعل مضارع «حذفه» حذف: فاعل يجوز، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ، وحذف مضاف والهاء مضاف إليه «وفى النعت» الواو عاطفة، وفى النعت: جار ومجرور متعلق بقوله «يقل» الآتى «يقل» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الحذف.