شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يضاف المصدر إلى أحد معموليه، ثم يؤتى بالآخر

صفحة 101 - الجزء 2

  وإعمال اسم المصدر قليل، ومن ادّعى الإجماع على جواز إعماله فقد وهم؛ فإن الخلاف فى ذلك مشهور⁣(⁣١)، وقال الصيمرى: إعماله شاذ، وأنشد: * أكفرا - البيت* [٢٥٠] وقال ضياء الدين بن العلج فى البسيط: ولا ببعد أن ما قام مقام المصدر يعمل عمله، ونقل عن بعضهم أنه قد أجاز ذلك قياسا.

  * * *

  وبعد جرّه الّذى أضيف له ... كمّل بنصب أو برفع عمله⁣(⁣٢)


= اللغة: «بعشرتك» العشرة - بكسر العين - اسم مصدر بمعنى المعاشرة «ألوفا» - بفتح الهمزة وضم اللام - أى محبا، ويروى* فلا ترين لغيرهم الوفاء* ببناء ترى للمعلوم، والمراد نهيه عن أن ينطوى قليه على الوفاء لغير كرام الناس.

الإعراب: «بعشرتك» الجار والمجرور متعلق بقوله «تعد» الآتى، وعشرة مضاف والكاف مضاف إليه من إضافة اسم المصدر إلى فاعله «الكرام» مفعول به لعشرة «تعد» فعل مضارع مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وهو المفعول الأول لتعد «منهم» جار ومجرور متعلق بتعدّ، وهو المفعول الثانى «فلا» الفاء فاء الفصيحة، لا: ناهية «ترين» فعل مضارع مبنى للمجهول، مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة فى محل جزم بلا، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وهو المفعول الأول «لغيرهم» الجار والمجرور متعلق بقوله «ألوفا» الآتى، وغير مضاف والضمير مضاف إليه «ألوفا» مفعول ثان لترى.

الشاهد فيه: قوله «بعشرتك الكرام» فإنه قد أعمل اسم المصدر، وهو قوله «عشرة» عمل الفعل؛ فنصب به المفعول، وهو قوله «الكرام» بعد إضافته إلى فاعله.

(١) اسم المصدر إما ان يكون علما مثل يسار وبرة وفجار، وإما أن يكون مبدوءا بميم زائدة كالمحمدة والمترية، وأما ألا يكون واحدا منهما؛ فالأول لا يعمل إجماعا، والثانى يعمل إجماعا، والثالث هو محل الخلاف.

(٢) «وبعد» ظرف متعلق بقوله «كمل» الآتى، وبعد مضاف وجر من «جره»