شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

توكيد النكرة

صفحة 211 - الجزء 2

  وإن يفد توكيد منكور قبل ... وعن نحاة البصرة المنع شمل⁣(⁣١)

  مذهب البصريين أنه لا يجوز توكيد النكرة: سواء كانت محدودة، كيوم، وليلة، وشهر، وحول، أو غير محدودة، كوقت، وزمن، وحين.

  ومذهب الكوفيين - واختاره المصنف - جواز توكيد النكرة المحدودة؛ لحصول الفائدة بذلك، نحو: «صمت شهرا كلّه» ومنه قوله:

  * تحملنى الذّلفاء حولا أكتعا* [٢٨٩]

  وقوله:

  ٢٩٠ - * قد صرّت البسكرة يوما أجمعا*


= محدودة بأن يكون لها أول وآخر معروفان، كيوم وشهر وعام وحول ونحو ذلك، وذهب المصنف إلى جواز ذلك، والبصريون يأبون تأكيد التكرة: محدودة، أو غير محدودة، وسيأتى هذا الموضوع بعقيب ما نتكلم فيه الآن، والثالث فى قوله «الدهر أبكى أجمعا» حيث يدل على أنه قد يفصل بين التوكيد والمؤكد بأجنبى.

(١) «وإن» شرطية «يفد» فعل مضارع فعل الشرط «توكيد» فاعل يفد، وتوكيد مضاف، و «منكور» مضاف إليه «قبل» فعل ماض مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى توكيد منكور، والفعل مبنى على الفتح فى محل جزم جواب الشرط، وسكن لأجل الوقف «وعن نحاة» جار ومجرور متعلق بقوله المنع الآتى، ونحاة مضاف، و «البصرة» مضاف إليه «المنع» مبتدأ «شمل» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المنع، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ.

٢٩٠ - هذا الشاهد مجهول النسبة إلى قائله، ويذكر بعض النحاة من البصريين أنه مصنوع، ويروى بعض من يستشهد به قبله:

* إنّا إذا خطّافنا تقعقعا*

اللغة: «خطافنا» الخطاف - بضم الخاء المعجمة وتشديد الطاء - هو الحديدة