شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المواضع التي يجب فيها حذف المبتدأ

صفحة 254 - الجزء 1

  له، ومسيئا: حال سدّ [ت] مسدّ الخبر، والخبر محذوف وجوبا، والتقدير «ضربى العبد إذا كان مسيئا» إذا أردت الاستقبال، وإن أردت المضىّ فالتقدير «ضربى العبد إذ كان مسيئا» فمسيئا: حال من الضمير المستتر فى «كان» المفسّر بالعبد [و «إذا كان» أو «إذ كان» ظرف زمان نائب عن الخبر].

  ونبّه المصنف بقوله: «وقبل حال» على أن الخبر المحذوف مقدّر قبل الحال التى سدّت مسدّ الخبر كما تقدم تقريره.

  واحترز بقوله: «لا يكون خبرا» عن الحال التى تصلح أن تكون خبرا عن المبتدأ المذكور، نحو ما حكى الأخفش - |! - من قولهم «زيد قائما» فزيد: مبتدأ، والخبر محذوف، والتقدير «ثبت قائما» وهذه الحال تصلح أن تكون خبرا؛ فتقول «زيد قائم» فلا يكون الخبر واجب الحذف، بخلاف «ضربى العبد مسيئا» فإن الحال فيه لا تصلح أن تكون خبرا عن المبتدأ الذى قبلها؛ فلا تقول: «ضربى العبد مسئ لأن الضرب لا يوصف بأنه مسئ.

  والمضاف إلى هذا المصدر حكمه كحكم المصدر، نحو «أتمّ تبيينى الحقّ منوطا بالحكم» فأتمّ: مبتدأ، وتبيينى: مضاف إليه، والحقّ: مفعول لتبيينى، ومنوطا: حال سدّ [ت] مسدّ خبر أتم، والتقدير: «أتم تبيينى الحقّ إذا كان - أو إذ كان - منوطا بالحكم».

  * * *

  ولم يذكر المصنف المواضع التى يحذف فيها المبتدأ، وجوبا، وقد عدّها فى غير هذا الكتاب أربعة⁣(⁣١):


(١) بقى عليه موضعان آخران مما يجب فيه حذف المبتدأ (الأول) مبتدأ الاسم