شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ظرف الزمان لا يقع خبرا عن اسم دال على جثة الا ان أفاد

صفحة 213 - الجزء 1

  وكما يجب حذف عامل الظرف والجار والمجرور - إذا وقعا خبرا - كذلك يجب حذفه إذا وقعا صفة، نحو: «مررت برجل عندك، أو فى الدار» أو حالا، نحو: «مررت بزيد عندك، أو فى الدار» أو صلة، نحو: «جاء الذى عندك، أو فى الدار» لكن يجب فى الصّلة أن يكون المحذوف فعلا، التقدير: «جاء الذى استقرّ عندك، أو فى الدار» وأما الصفة والحال فحكمهما حكم الخبر كما نقدم.

  * * *

  ولا يكون اسم زمان خبرا ... عن جثّة، وإن يفد فأخبرا⁣(⁣١)


= العلماء أن «كائنا، واستقر» قد يراد بهما مجرد الحصول والوجود فيكون كل منهما كونا عاما واجب الحذف، وقد يراد بهما حصول مخصوص كالثبات وعدم قبول التحول والانتقال ونحو ذلك فيكون كل منهما كونا خاصا، وحينئذ يجوز ذكره، و «ثابت» و «ثبت» بهذه المنزلة؛ فقد يراد بهما الوجود المطلق الذى هو ضد الانتقال فيكونان عامين، وقد يراد بهما القرار وعدم قابلية الحركة مثلا، وحينئذ يكونان خاصين، وبهذا يرد على ابن جنى ما ذهب إليه، وبهذا - أيضا - يتجه ذكر «كائن» فى هذا البيت وذكر «مستقر» فى نحو قوله تعالى: {فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ} لأن المعنى أنه لما رآه ثابتا كما لو كان موضعه بين يديه من أول الأمر.

(١) «ولا» الواو للاستئناف، ولا: نافية «يكون» فعل مضارع ناقص «اسم» هو اسم يكون، واسم مضاف و «زمان» مضاف إليه «خبرا» خبر يكون «عن جثة» جار ومجرور متعلق بقوله خبرا، أو بمحذوف صفة لخبر «وإن» الواو للاستئناف. إن: شرطية «يفد» فعل مضارع فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى كون الخبر اسم زمان «فأخبرا» الفاء واقعة فى جواب الشرط، أخبر فعل أمر مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والجملة من فعل الأمر وفاعله فى محل جزم جواب الشرط.