شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

إذا جرى الخبر المشتق على غير مبتدئه برز معه ضميره وجوبا

صفحة 206 - الجزء 1

  وهذا الحكم إنما هو للمشتق الجارى مجرى الفعل: كاسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبّهة، واسم التفضيل؛ فأما ما ليس جاريا مجرى الفعل من المشتقات فلا يتحمل ضميرا، وذلك كأسماء الآلة، نحو «مفتاح» فإنه مشتق من «الفتح» ولا يتحمل ضميرا؛ فإذا قلت: «هذا مفتاح» لم يكن فيه ضمير، وكذلك ما كان على صيغة مفعل وقصد به الزمان أو المكان كـ «مرمى» فإنه مشتق من «الرّمى» ولا يتحمل ضميرا؛ فإذا قلت «هذا مرمى زيد» تريد مكان رميه أو زمان رميه كان الخبر مشتقّا ولا ضمير فيه.

  وإنما يتحمل المشتق الجارى مجرى الفعل الضمير إذا لم يرفع ظاهرا؛ فإن رفعه لم يتحمل ضميرا، وذلك نحو «زيد قائم غلاماه» فغلاماه: مرفوع بقائم؛ فلا يتحمل ضميرا.

  وحاصل ما ذكر: أن الجامد يتحمل الضمير مطلقا عند الكوفيين، ولا يتحمل ضميرا عند البصريين، إلا إن أوّل بمشتق، وأن المشتق إنما يتحمل الضمير إذا لم يرفع ظاهرا وكان جاريا مجرى الفعل، نحو: «زيد منطلق» أى: هو، فإن لم يكن جاريا مجرى الفعل لم يتحمّل شيئا، نحو: «هذا مفتاح»، و «هذا مرمى زيد».

  * * *

  وأبرزنه مطلقا حيث تلا ... ما ليس معناه له محصّلا⁣(⁣١)


(١) «وأبرزنه» الواو للاستئناف، أبرز: فعل أمر مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقدير أنت، ونون التوكيد حرف مبنى على السكون لا محل له من الإعراب، والضمير المتصل البارز مفعول به لأبرز «مطلقا» حال من الضمير البارز، ومعناه سواء أمنت اللبس أم لم تأمنه «حيث»