ويعقبه المفعول، وقد يخالف ذلك الأصل
  ومعنى قوله «استحسنوا» أن الحذف فى هذا ونحوه حسن، ولكن الإثبات أحسن منه.
  * * *
  والأصل فى الفاعل أن يتّصلا ... والأصل فى المفعول أن ينفصلا(١)
  وقد يجاء بخلاف الأصل، ... وقد يجى المفعول قبل الفعل(٢)
  الأصل أن يلى الفاعل الفعل من غير أن يفصل بينه وبين الفعل فاصل؛ لأنه كالجزء منه، ولذلك يسكّن له آخر الفعل: إن كان ضمير متكلم، أو مخاطب، نحو «ضربت، وضربت»، وإنما سكنوه كراهة توالى أربع متحركات، وهم إنما يكرهون ذلك فى الكلمة الواحدة؛ فدلّ ذلك على أن الفاعل مع فعله كالكلمة الواحدة.
  والأصل فى المفعول أن ينفصل من الفعل: بأن يتأخر عن الفاعل، ويجوز تقديمه على الفاعل إن خلا مما سيذكره؛ فتقول «ضرب زيدا عمرو»، وهذا معنى قوله: «وقد يجاء بخلاف الأصل».
(١) «والأصل» مبتدأ «فى الفاعل» جار ومجرور متعلق بالأصل «أن» مصدرية «يتصلا» فعل مضارع منصوب بأن، والألف للاطلاق، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الفاعل، و «أن» ومنصوبها فى تأويل مصدر مرفوع خبر المبتدأ «والأصل فى المفعول أن ينفصلا» مثل الشطر السابق تماما، وتقدير الكلام: والأصل فى الفاعل اتصاله بالفعل، والأصل فى المفعول انفصاله من الفعل بالفاعل.
(٢) «وقد» حرف تقليل «يجاء» فعل مضارع مبنى للمجهول «بخلاف» جار ومجرور فى موضع نائب فاعل ليجاء، وخلاف مضاف، و «الأصل» مضاف إليه «وقد» حرف تقليل «يجى» فعل مضارع «المفعول» فاعل يجى «قبل» ظرف متعلق بمحذوف حال من المفعول، وقبل مضاف، و «الفعل» مضاف إليه.