شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

متى يجوز دخول لام الابتداء على خبر ان؟

صفحة 362 - الجزء 1

  الجملة إلى رابط؛ لأنها نفس المبتدأ فى المعنى؛ فهى مثل «نطقى الله حسبى» ومثّل سيبويه هذه المسألة بقوله: «أول ما أقول أنّى أحمد الله» وخرّج الكسر على الوجه الذى تقدّم ذكره، وهو أنه من باب الإخبار بالجمل، وعليه جرى جماعة من المتقدمين والمتأخرين: كالمبرد، والزجاج، والسيرافى، وأبى بكر بن طاهر؛ وعليه أكثر النحويين.

  * * *

  وبعد ذات الكسر تصحب الخبر ... لام ابتداء، نحو: إنّى لوزر⁣(⁣١)

  يجوز دخول لام الابتداء على خبر «إنّ» المكسورة⁣(⁣٢)، نحو «إنّ زيدا لقائم».


(١) «بعد» ظرف متعلق بقوله تصحب الآتى، وبعد مضاف، و «ذات» مضاف إليه، وذات مضاف، و «الكسر» مضاف إليه «تصحب» فعل مضارع «الخبر» مفعول به لتصحب مقدم على الفاعل «لام» فاعل مؤخر عن المفعول، ولام مضاف و «ابتداء» مضاف إليه «نحو» خبر لمبتدأ محذوف، أى: وذلك نحو «إنى» إن: حرف توكيد ونصب، والياء التى هى ضمير المتكلم اسمها «لوزر» اللام لام الابتداء، وهى للتأكيد، وزر: خبر إن، ومعناه الملجأ الذى يستعان به.

(٢) يشترط فى خبر إن الذى يجوز اقتران اللام به ثلاثة شروط. ذكر المصنف منها شرطين فيما يأتى:

الأول: أن يكون مؤخرا عن الاسم، فإن تقدم على الاسم لم يجز دخول اللام عليه نحو قولك: إن فى الدار زيدا، ولا فرق فى حالة تأخره على الاسم بين أن يتقدم معموله عليه وأن يتأخر عنه، وزعم ابن الناظم أن معمول الخبر لو تقدم عليه امتنع دخول اللام على الخبر، وهو مردود بنحو قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ} فقد دخلت اللام على الخبر فى أفصح الكلام مع تقدم معموليه وهما «بهم» و «يومئذ»

الثانى: أن يكون الخبر مثبتا غير منفى، فإن كان منفيا امتنع دخول اللام عليه.

الثالث: أن يكون الخبر غير جملة فعلية فعلها ماض متصرف غير مقترن بقد، وذلك