شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لا تتقدم من الجارة للمفضول على افعل التفضيل، الا ان يكون مجرورها اسم استفهام، وندر في غير ذلك

صفحة 183 - الجزء 2

  أى: [دعائمه] عزيزة طويلة، وهل ينقاس ذلك أم لا؟ قال المبرد: ينقاس، وقال غيره: لا ينقاس، وهو الصحيح، وذكر صاحب الواضح أن النحويين لا يرون ذلك، وأن أبا عبيدة قال فى قوله تعالى: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} إنه بمعنى هيّن، وفى بيت الفرزدق - وهو الثانى - إن المعنى عزيزة طويلة، وإن النحويين ردّوا على أبى عبيدة ذلك، وقالوا: لا حجة فى ذلك [له].

  * * *

  وإن تكن بتلو «من» مستفهما ... فلهما كن أبدا مقدّما⁣(⁣١)

  كمثل «ممّن أنت خير»؟ ولدى ... إخبار التّقديم نزرا وردا⁣(⁣٢)


= محل رفع خبر إن «بيتا» مفعول به لبنى، وجملة «دعائمه أعز» من المبتدأ والخبر فى محل نصب صفة لقوله «بيتا» وقوله «وأطول» معطوف على قوله «أعز».

الشاهد فيه: قوله «أعز وأطول» حيث استعمل صيغتى التفضيل فى غير التفضيل؛ لأنه لا يعترف بأن لجرير بيتا دعائمه عزيزة طويلة حتى تكون دعائم بيته أكثر عزة وأشد طولا، ولو بقى «أعز وأطول» على معنى التفضيل لتضمن اعترافه بذلك.

(١) «وإن» شرطية «تكن» فعل مضارع ناقص، فعل الشرط، واسمه ضمير المخاطب المستتر فيه وجوبا «بتلو» جار ومجرور متعلق بقوله «مستفهما» الآتى، وتلو مضاف و «من» قصد لفظه: مضاف إليه «مستفهما» خبر «تكن» «فلهما» الفاء لربط الشرط بالجواب، والجار والمجرور متعلق بقوله «مقدما» الآتى «كن» فعل أمر ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «أبدا» منصوب على الظرفية متعلق بقوله «مقدما» الآتى «مقدما» خبر كن، والجملة من كن واسمه وخبره فى محل جزم جواب الشرط.

(٢) «كمثل» الكاف زائدة، مثل: خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك مثل «ممن» جار ومجرور متعلق بقوله «خير» الآتى «أنت» مبتدأ «خير» خبر المبتدأ، والجملة فى محل جر بإضافة مثل إليها «ولدى» ظرف متعلق بقوله «ورد»