شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

أبنية جموع الكثرة وما تكون جمعا له

صفحة 462 - الجزء 2

  وعاف وعفّى، وقالوا: غزّاء فى جمع غاز، وسرّاء فى جمع سار، وندر أيضا [فى جمع] فاعلة، كقول الشاعر:

  ٣٥٥ - أبصارهنّ إلى الشّبّان مائلة ... وقد أراهنّ عنّى غير صدّاد

  [يعنى جمع صادّة].

  * * *

  فعل وفعلة فعال لهما ... وقلّ فيما عينه اليا منهما⁣(⁣٢)


٣٥٥ - البيت للقطامى، واسمه عمير بن شييم بن عمرو التغلبى، وقبل البيت المستشهد به قوله:

ما للكواعب - ودّعن الحياة! كما ... ودّعننى وجعلن الشّيب ميعادى

اللغة: «الكواعب» جمع كاعب، وهى المرأة التى كعب ثديها ونهد «ودعن الحياة» دعاء عليهن بالموت، لأنهن قطعنه وبتتن حبل وصاله «أبصارهن» أراد أنهن يدمن النظر إلى الشبان لما يرجون عندهم من مجاراتهن فى الصبابة، وقد كان شأنهن معه كذلك يوم كان شبابه غضا.

الإعراب: «أبصارهن» أبصار: مبتدأ، وأبصار مضاف وضمير النسوة مضاف إليه «إلى الشبان» جار ومجرور متعلق بقوله «مائلة» الآتى «مائلة» خبر المبتدأ «وقد» حرف تحقيق «أراهن» أرى: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والضمير البارز مفعول أول «عنى» جار ومجرور متعلق بقوله «صداد» الآتى، وساغ تقديم معمول المضاف إليه على المضاف لأمرين، أولهما: أن المعمول جار ومجرور فيتوسع فيه، والثانى أن المضاف يشبه حرف النفى فكأنه ليس فى الكلام إضافة «غير» مفعول ثان لأرى، وغير مضاف و «صداد» مضاف إليه.

الشاهد فيه: قوله «صداد» الذى هو جمع صادة، حيث استعمل فعالا - بضم الفاء وتشديد العين مفتوحة - فى جمع فاعلة.

(١) «فعل» مبتدأ أول «وفعلة» معطوف عليه «فعال» مبتدأ ثان «لهما» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ الثانى، وجملة المبتدأ الثانى وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الأول «وقل» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره