شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الوقف

صفحة 519 - الجزء 2

  قد يعطى الوصل حكم الوقف، وذلك كثير فى النظم، قليل فى النثر، ومنه فى النثر قوله تعالى: {لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ} ومن النظم قوله:

  ٣٥٧ - * مثل الحريق وافق القصبّا*

  فضعف الباء وهى موصولة بحرف الإطلاق [وهو الألف].

  * * *


(٣٥٧) هذا بيت من الرجز المشطور، نسب فى كتاب سيبويه إلى رؤبة بن العجاج بن رؤبة، ونسبه أبو حاتم فى كتاب الطير إلى أعرابى - ولم يسمه - ونسبه الجرمى إلى ربيعة بن صبيح، وقبل هذا البيت قوله:

* كأنّه السّيل إذا اسلحبّا*

ويروى أول بيت الشاهد: أو كالحريق - إلخ.

اللغة: «كأنه» الضمير يعود إلى الجدب الذى خشيه الراجز وتوقعه فى أول هذه الكلمة، فى قوله:

لقد خشيت أن أرى جدبّا ... فى عامنا ذا بعد ما أخصبّا

«اسلحبا» أى: امتد وانبطح، ويريد بذلك أنه يملأ البطاح، ويعم الأودية «الحريق» أراد به النار «القصبا» هو كل نبات يكون ساقه أنابيب وكعوبا.

الإعراب: «مثل» بالرفع: خبر مبتدأ محذوف، أى: هو مثل، ومثل مضاف و «الحريق» مضاف إليه «وافق» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الحريق، والجملة من الفعل والفاعل فى محل نصب حال من الحريق «القصبا» مفعول به لوافق.

الشاهد فيه: قوله «القصبا» حيث ضعف الباء مع كونها موصولة بألف الإطلاق.