شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المواضع التي تبدل فيها الهمزة حرف علة

صفحة 554 - الجزء 2

  فذاك ياء مطلقا جا، وأؤمّ ... ونحوه وجهين فى ثانيه أمّ⁣(⁣١)

  إذا اجتمع فى كلمة همزتان وجب التخفيف، إن لم يكونا فى موضع العين، نحو سئّال ورأّس، ثم إن تحركت أولاهما وسكنت ثانيتهما، وجب إبدال الثانية مدة تجانس حركة الأولى، فإن كانت حركتها فتحة أبدلت الثانية ألفا، نحو آثرت، وإن كانت ضمة أبدلت واوا، نحو أوثر، وإن كانت كسرة أبدلت ياء، نحو إيثار، وهذا هو المراد بقوله «ومدا ابدل - البيت».

  وإن تحركت ثانيتهما: فإن كانت حركتها فتحة وحركة ما قبلها فتحة أو ضمة قلبت واوا؛ فالأول نحو: أودم جمع آدم، وأصله أآدم، والثانى نحو أويدم، تصغير آدم، وهذا هو المراد بقوله: «إن يفتح اثر ضم او فتح قلب واوا».

  وإن كانت حركة ما قبلها كسرة قلبت ياء، نحو إيمّ - وهو مثال إصبع من أمّ، وأصله إئمم، فنقلت حركة الميم الأولى إلى الهمزة التى قبلها، وأدغمت الميم فى الميم فصار إئمّ، ثم قلبت الهمزة الثانية ياء، فصار إيمّ، وهذا هو المراد من قوله «وياء اثر كسر ينقلب».

  وأشار بقوله: «ذو الكسر مطلقا كذا» إلى أن الهمزة الثانية إذا كانت


(١) «فذاك» اسم الإشارة مبتدأ، والكاف حرف خطاب «ياء، مطلقا» حالان من فاعل جاء «جا» قصر للضرورة: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم الإشارة، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «وأؤم» أصله فعل مضارع بمعنى أقصد، وقد قصد هنا لفظه، وهو مبتدأ «ونحوه» نحو: معطوف بالواو على أؤم، ونحو مضاف والهاء مضاف إليه «وجهين» مفعول تقدم على عامله - وهو قوله «أم» الآتى - «فى ثانيه» الجار والمجرور متعلق بقوله أم، وثانى مضاف والضمير مضاف إليه «أم» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ - وهو أؤم المقصود لفظه - وما عطف عليه.