شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

متى تبدل النون ميما؟

صفحة 574 - الجزء 2

  لما كان مفعال غير مشبه للفعل استحقّ التصحيح كمسواك، وحمل أيضا مفعل عليه؛ لمشابهته له فى المعنى، فصحح كما صحح مفعال كمقول ومقوال⁣(⁣١).

  وأشار بقوله «وألف الإفعال واستفعال أزل - إلى آخره» إلى أن المصدر إذا كان على وزن إفعال أو استفعال، وكان معتلّ العين، فإن ألفه تحذف لا لبقائها ساكنة مع الألف المبدلة من عين المصدر، وذلك نحو إقامة واستقامة، وأصله إقوام واستقوام، فنقلت حركة العين إلى الفاء، وقلبت الواو ألفا لمجانسة الفتحة قبلها، فالتقى الفان، فحذفت الثانية منهما، ثم عوّض منها تاء التأنيث، فصار إقامة واستقامة، وقد تحذف هذه التاء كقولهم: أجاب إجابا، ومنه قوله تعالى: {وَأَقامَ الصَّلاةَ}⁣(⁣٢).


(١) اعلم أولا أن وزن المفعال أصل فى تصحيح ما عينه واو أو ياء مفتوحان وقبلهما ساكن صحيح؛ لأنه لم يشبه الفعل لا فى الزيادة ولا فى الزنة، ولأنه لو نقلت حركة الحرف المعتل فيه إلى الساكن الصحيح قبله لم يجز قلب الواو والياء ألفا فيه؛ لوجود ألف بعدها.

ثم اعلم أن العلماء يختلفون فى مفعل - بغير ألف - فمنهم من يقول: حمل على مفعال؛ لأنه أشبهه فى اللفظ والمعنى، أما مشابهته لفظا فلأنه لا فرق بينهما لفظا إلا بزيادة الألف وهى إشباع للفتحة، وأما مشابهته معنى؛ فإن كل واحد منهما يأتى اسم آلة كمخيط ومخياط، ويأتى صيغة مبالغة كمقول ومقوال، وهذا هو الذى ذكره الشارح، ومن العلماء من يقول: إن مفعلا هو نفس مفعال غاية ما فى الباب أن الألف حذفت منه.

(٢) وقد ورد تصحيح إفعال واستفعال وفروعهما فى ألفاظ، منها قولهم: أعول إعوالا، وأغيمت السماء إغياما، واستحوذ عليه استحواذا، وأغيلت المرأة ولدها إغيالا، واستغيل الصى استغيالا، وأسود الرجل إسوادا، إذا ولد له السادة أو السود، وذلك كله شاذ عن القياس عند النحاة.